فؤاد ولورا إبراهيم شجرة الزفير

Views: 1139

د. جان توما

ما زالت شجرة الزفير واقفة منذ سبعين سنة، تيبس وتزهر وتحكي قصة من زرعها ثمّ راحوا كلّهم .بقيت هنا تروي بصمتها جذعها، وكلّما أزْهَرَتْ سَرَدَتْ ما رأته وما بقي في ذاكرتها.

تسأل شجرة الزفير عن زارعها فؤاد عزيز إبراهيم (١٩٢٣-١٩٧٠) الذي نزل من كفرعقا إلى مدرسة الأميركان الإنجيليّة في القبة بطرابلس لينتقل بعد تخرّجه، عام ١٩٤١، إلى المستشفى الأميركي  عند الدكتور هنري بويز (…-١٩٦٥) متخصّصًا في أعمال المختبر مع أخيه فوزي.

في هذا المستشفى، الذي عمل فيه إلى عام ١٩٦٤، تعرّف إلى لورا عازار طنوس (١٩٢٣-٢٠١٦) التي أتت مع أختيها من مشتى الحلو في سوريا لتتخصّص في التمريض وتمّ تعيينها  في غرفة العمليات. تزوجا عام ١٩٤٧ وأنجبا نجوى ونهلة وطوني (بريطانيا) وأميمة (فرنسا)وجوني( ١٩٥٦-٢٠١٤).

 

سكن فؤاد ولورا في بيت صغير قبل أن يشتريا بيتًا قديم البناء يعود إلى العهد العثماني، ويزرعا شجرة زفير ما زالت تنادي بزهرها الذكريات في المواسم المُتعِبة.

بقي فؤاد ولورا في الميناء بعدما ترك الدكتور هنري بويز المستشفى في الستينيات وعاد إلى بلاده. بقيا هنا لأنّ الميناء مطرح للفرح. قلائل الذين مرّوا هنا وغادروا. كاليمام لا يهجر سكان الميناء ساحتهم، وإن غادروا عادوا لفتات خبز يسند النفس ويفرح القلب.

شارك فؤاد ولورا في كلّ النشاطات التي كان المستشفى يقيمها حيث لم تكتف إدارة المستشفى بالحركة الطبيّة الصحيّة بل كان مركز نشاطات ثقافيّة واجتماعيّة.

 

منذ رحل فؤاد كانت لورا مع ابنها المهندس جوني يرعيان شجرة الزفير، لكن جوني رحل عام ٢٠١٤، ولم تقو لورا على وداعه فرحلت معه بعد سنة وشهرين.

حين بكت شجرة الزفير لملمت براعمها ومضت ، بقيت زهرة الفتنة أو الياسمين الهندي اليوم وحيدة، تزهر وجوه من كان هنا. تسأل قطرة ماء ولا تبخل عليها السماء ولا من يرعاها من فوق…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *