حِراثة

Views: 286

سلمان زين الدين

   تلكَ الأخاديدُ الّتي

حَرَثَ الزَّمانُ على الجَبينِ

أُحِبُّها،

وَأُحِبُّ أثْلامًا لَهُ

حَوْلَ العُيونْ.

  منْها أرى الطِّفلَ الّذي

شَغَلَتْ مَلاعِبُهُ المَدى،

وَأَرى الصَّبيَّ المُسْتَوي

مَلِكًا على عَرْشِ الجُنونْ

وَأَرى الشَّبابَ يَضِجُّ بالأحْلامِ

تَسْمَعُ صَوْتَها الدُّنْيا

فَيَرتَعِشُ الصَّدى

 

 

   تلكَ الأخاديدُ الخَزائنُ

تَكتُمُ النُّورَ الَّذي

أفشَتْ دياجيرُ المِدادِ

وَتَكنُزُ الجَمْرَ الَّذي اسْتَعْصى

على حُكْمِ الرَّمادْ

هيَ ثَرْوَتي الأبْقى،

على الأيّامِ،

أَقطِفُ دُرَّها المَكْنونَ فيها

كلّما أخْنى على نَفْسي أنا

شَجَرُ العِبادْ

 

 

   تلكَ الأخاديدُ الَّتي

حَرَثَ الزَّمانُ على الجَبينِ

أُحِبُّها،

وَأُحِبُّ أثْلامًا لَهُ

 حَوْلَ العيونْ

(الخميس، في 24 / 5 / 2018)

***

(*) من مجموعة “أحوال الماء”

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *