حرب اللقاح
خليل الخوري
الحرب الوحيدة التي ندعو لبنان إلى خوضها هي تلك التي تدور رحاها بين بضع دولٍ متقدّمة في سباقٍ حول من يُلقي القبض أولاً على اللقاح المؤمّل أن يكون مضاداً لفيروس كورونا. من أسف أننا لسنا في هذا الوارد من حيث تجهيزات العلم والبحوث الطبية.
وجاءنا الفرج من بريطانيا وبالتحديد من جامعة أوكسفورد تتويجاً لعملٍ مضنٍ وسهر وتعب و»حك جبين»، وإجراء آلاف التجارب بعد خيباتٍ متتالية وبتمويلٍ كبيرٍ جداً أسهم فيه الرجل الأكثر ثراءً في العالم بيل غايتس بدفعةٍ بلغت خمسماية مليون دولار أعقبها بدفعات.
وما أن أعلنت بريطانيا عن هذا الانتصار حتى بادرت روسيا إلى اعلانٍ مماثل. وقد اختبر الطرفان حتى الآن لقاحيهما على عشرات الآلاف بانتظار إجرائها على مئات آلاف المتطوعين في مختلف أنحاء العالم.
هذا إنجازٌ. هذا حلمٌ يتحقق… ولكن دخول بيل غايتس على الخط يرسم علامات استفهام كبيرة. فالرجل متهم بأنه أحد كبار المسؤولين (المعلومين-المجهولين) عن مخطط تقليص عدد البشر في العالم، لتبقى أقلية نخبة النخبة تُهيمن على البشرية جمعاء. و»يصدف» أن أبحاثاً أُصدِرَت في هذا المجال ربطت المسألة كلها بآل روكفلر وآل روتشيلد الأسرتَين اليهوديتَين اللتَين تقبضان على مالية العالم.
أهي نظرية المؤامرة؟ ربما! والأخطر ما يتردد عن أن اللقاح الذي يُسهم في إنتاجه غايتس سيدخل جسم الإنسان ويكون مرتبطاً بمرجعية إلكترونية تكشف حراك صاحب اللقاح ونشاطه وتفاصيل التفاصيل في حياته مهما كانت دقيقة.
وبالتالي، إما أن يقبل المرء اللقاح وإما أن يرفضه، وفي الحالة الثانية سيكون عرضةً للعزل العالمي: مثال ذلك إذا دخلت المصرف، عليك إثبات أنك تلقّيت اللقاح وإذا سافرت من أي مطارٍ في العالم، سيكون عليك أن تُثبت أنك تلقّيت اللقاح، وكذلك في المستشفى. وفي طلب الوظيفة. إلخ…
ومع أن هذه النظرية أقرب إلى الخيال فهناك عشرات الدراسات حولها.
ويبقى السؤال: مع اللقاح أو ضدّه؟ بريطانيا البلد المنشأ للقاح الجديد أوصت على مئة مليون جرعة منه وثمة سباقٌ دولي للحصول عليه وبأغلى الأثمان. ونحن، بفضل خزينتنا الخاوية، لا نملك ترف طلب الحصول عليه. هذا إذا حسبوا لنا حساباً. لذلك ندعو إلى التآزر بين فريقٍ من كبار أثرياء لبنان لتحمّل المسؤولية والإسهام في تمويل عملية الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي أثبتت التجارب حتى الآن أنه ناجعٌ مئة في المئة من دون أي مضاعفات.
