أدامكم الله
جوزف أبي ضاهر
«جميعهم» وضعوا اللوم على الفساد «المستشري».
مَن جعله مستشريًا؟
مالك أكبر «مستودع» لأدوات التجميل وتبديل الزينة والأقنعة والوجوه… وتاريخ الصلاحيّة.
المستشري بحسب القواميس هو اللجوج الغضوب وصاحب الفعل المتفشّي بقوّةٍ، يُعظّمُ الأمور ويبالغ في الشرور ليخفي غَضَب الله قبل أن يصيبه بعلّة «الشَرى» في جلده… فلا يترك لمسامه أن تُدخل ما تستطيع، وما تريد، وما تشتهي، والاشتهاء فعل شهوة تدرك غالبية السياسيّين عندنا ولا تُحدّ.
شهيّتهم قادرة على ابتلاع كل شيء… حتّى البحر.
لو قُدِّرَ للعدل، مرّة، أن يلبس «الروب» الأسود لابيضت أيامنا… وليالينا، ونَمَت أحلامنا وتخلّصنا من الشرى والشرور وعظائم الأمور… أدامكم الله.
مدن الريح
نحن نعيش في مدن الريح.
الريح تأتي من الجهات الأربع. من أوّلها، من وسطها، من آخرها… وبعد؟ الصورة غبشة. (www.kambioeyewear.com)
البهلوان يملك في خزائنه جميع الثياب الملوّنة. هو بحاجة إليها، جميعها، في مسيرته الناجحة! وهي مستمرّة بأمان.
… تبقى حرّية الحركة؟
الحرّية راية بيت عتيق في مدن مهجورة.
قدّموا لها التحية قبل رحيلكم.
البصيرة ليست بصرّا
وحدهم الرعاة يتكلّمون عن رعيّتهم، وباسم رعيّتهم.
الرعاة لا يحبّون الأصوات الطالعة من السكون: تزعجهم، تربكهم، تصيبهم بما يشبه مسًا كهربائيًا… يتحوّل فجأة إلى خنجر.
لا تسألوا كم من الأصوات سقطت في الشوارع.
وسقطت الشوارع.
أخذت الكراسي أشكال الاجساد.
لا تزعجوا النائمين بأمان. تربكون أحلامهم: تعوّدت الحيّة أن تغير جلدها.
البصيرة ليست بصرّا مسموحًا له أن يرى كلّ شيء.
