نساء… ونساء

Views: 425

جوزف أبي ضاهر

يتابع الشرق قراءة الروايات الغراميّة، بكثير من الرغبة… والشهوة إلى امتلاك الحلم.

يسمع صوت عنترة العبسي في عزّ المعارك يُقسم بعيني عبلة، ثم يشرب من الكأس النوّاسيّة حتّى «يرى الديك حمارًا…»، ويرجم كلّ امرأة ترسم بالعشق وجهًا، ثم يدفنها حرفًا ناقصًا، قبل أن يسدل النهار ستاره.

2

نساء في محطة الشرق. نساء في دائرة الجلاّد.

القطار يمرّ بطيئًا متثائبًا على الأجساد، يمزّق النور الطالع منها، إربًا… اربًا، فتمتلئ السجلاّت بأسماء الأبطال (!).

القلب طُعن بحربةٍ مصابة بمرض الصدأ. غسل الشرق يديه، ارتاح.

… وحين فلش الليل زوّادة الحكاية. أكلت الفتيات الصغيرات، فتات كلام مغموس بالسمّ.

غدًا، ستشرق الشمس خارج أسوار الجسد، والمدينة.

3

نساء من الشرق، ونساء من الغرب. وسيّد الخزنة واحد.

يفصّل لهن الاغلال ثيابًا مزركشة مثل ذيل طاووس.

نساء تحب، ونساء تقبل.

سيّد الخزنة يعجب بمواهبهن. ماله يحتاج على مواهبهن: نساء تخضع لاغراء موسيقى الاعجاب. ونساء تستسلم لاغراء بريق المال. وللحالتين يرتاح سيّد الخزنة.

يكتب العناوين فوق أوراق باردة، فوق حائط لا يبدي اعتراضًا، فوق لافتة مهمتها جذب الأنظار، فوق شاشة تنبسط أمام أعينٍ هي بدورها تبدي إعجابًا وتكتم رغبةً.

سيّد الخزنة يرسم خريطة أجسادهن. يشعل سيكارًا نسيه البارحة فوق منفضة اختارها خصيصًا لأنها تتّسع، لأنها لا ترفض شيئًا، ولأنها «تشبه رأسه».

يضحك للتعبير النافر، يزمُّ شفتيه، يصرّ أسنانه، وينتظر.

رنين الهاتف يحمل إليه البشرى: المبيع في ارتفاع، والناس في دوار.

يقوم إلى خزنته، يضيف إليها رزمًا جديدة، هي بعض غَلّة فكره النيّر المبدع.

يقفل الخزنة، ينظر إلى ما فعلت يداه. يتنهّد: العمل متعب… يسكب كأسًا. يعود برويّة إلى كرسيه، يجلس على كتفيه. يأخذ «مزّة» من الكأس، يغمض عينيه… ويفكر في نساء أخريات: من الشرق، ومن الغرب.

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *