السؤال المستحيل

Views: 1374

د. جان توما

إلى العزيزة نيفريت الدالاتي غريغوار.

لا يبقى في مسرى العمر غير الانتظار والتساؤل.لماذا لا تجري الدنيا كما نريد؟ وكيف لا تتحقّق أفكارنا في هذا العالم؟ كأنّ العمر الواحد لا يكفي، أو لكأنّ الأمل قائم في التمني بأن تأتي الحياة مرتين.

يتعالى الإنسان في تصوّراته، فيما ربّ الكون عارف بما في العقل والنفس والقلب. وحده العليم الرازق قادر أن يقذف نورًا في صدر كلّ متسائل في قضية هذا الكون. 

سقط العلم في امتحان الوباء وقد يقوم لتستقيم تكاليف الحياة وهي قد تبدّلت وتغيّرت. لم يعد العالم هو نفسه الذي نعرفه.  راحت ملامحه وتكوّرت معالمه وتجوّفت. صرنا غرباء بعد أن أعدنا الأقنعة إلى وجوهنا خوفًا واضطرابًا.

هذه حالنا، كهذا التمثال في جلوسنا حيارى، نعيش بلبلة كما في وضع راحتنا على وجهنا كي لا يبرز وجعنا. كيف صارت الدنيا بعكس ما نشتهي، وكيف انصرف كلّ منا إلى زاويته المنعزلة رعبًا من وباء لا يرى، ولا يشمّ ،ولا تسمع صوت خطوته على دروب الأيام؟.

ليس سهلًا أن تحارب شبحًا ينتظرك فيما أنت تحاذره. صار العالم يترنّح بين الوباء والشفاء، بين بدايات ما رسمته السماء، وبين ما خرّبه، بطمعهم، أهل الأرض والأبناء.

من يشيل هذه المرأة من وجع سؤالها؟ من يملك إجابة واحدة لسؤال من أسئلتها الألف؟ كيف يمكن العيش بلا إجابات تبدّد الشكّ وتنشر اليقين؟ لماذا لا يثق المرء إلًا بما يراه ويلمسه ويميل إلى نبضات قلبه المتسارعة أو المتباطئة عند اتخاذ القرار؟

لقد تعبت الناس وسئمت من تكاليف الحياة، فهل تعيد الأيام القادمة بالرّجاء الفرح المفقود، وبريق الأعين الجامدة والهامدة؟

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *