بيروت مدينة منكوبة، فلتعلّق المشانق
لطيفة الحاج قديح
صباح أكثر من حزين ، وأكثر من مؤلم ، نبدأه بالتعازي الحارة لبيروت الحبيبة وأهلها المنكوبين ، والضحايا المظلومين ، نعقبه بدعوة للترحم على جميع الشهداء ، والشفاء العاجل للجرحى ، ولا ننسى الشكر كل الشكر لكل من مد يد الإنقاذ والتعاون لبيروت وأهلها ….
ففي وقت كان لبنان يلملم بقاياه المخلوعة ، من الحصار الاقتصادي ، والأزمات الخانقة ، من أزمة الكهرباء إلى أزمة المازوت والبنزين والنفايات وغيرها ، بالإضافة إلى وباء الكورونا المرعب ، وما يسببه للعباد من موت جسدي ونفسي ومعنوي …دخل مرفأ بيروت وإهراآته التخزينية ومستودع آماله ، ( وهو رئة الوطن ) دخل في عين العاصفة ، فانهارت معه منظومة كاملة مهترئة ، إنهارت فيها الأخلاق انهيارا لم يشهد له مثيل … منظومة لم تعرف ، أو لم ترد أن تعرف كيفية التعامل مع الأزمات وحلها ، فتركتها تتراكم واحدة فوق الأخرى حتى بتنا نعيش على جبل من الأزمات …
خسائر تقدر بمليارات من الدولارات في زمن الحاجة إلى دولار واحد مفقود ….
انهيار كامل كشف أن مأساة كبيرة تنتظرنا نحن اللبنانيين خلف الأبواب …
انه الإنهيار الكبير السابق للخراب الأخير ، الذي يترك الناس المتعبون ، يتركهم لمصيرهم يبحثون عن موت أقل ضررا وأكثر رأفة وإنسانية ، وأقل قسوة وألما ووجعا…
نعم ، وللأسف ،
ها هي عاصمتنا الرائعة ، التي تغنى فيها الشعراء ، ورفعها التاريخ فوق رأسه ، ها هي تدخل في قلب العصف الهائل ، وتقع في قلب الانهيار : إنفجارات هائلة ، حرائق في كل مكان، بيوت مهدمة ، أشلاء مبعثرة ، أجساد محروقة …كارثة وطنية حقيقية لا مثيل لها في زمن يضج بالأزمات …
وبغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى هذه الكارثة الإنسانية المروعة ، سواء كان عدوانا إرهابيا مفتعلا ، مفبركا ومتقن الحبك ( كما حصل في حادثة اغتيال الرئيس الحريري ) أو كان خطأ ناجما عن إمعان في الإهمال وسوء التقدير ، أو تعامل مع جهات عدوة مشبوهة لتنفيذ أجندات خاصة ، أو تمادي في ارتكاب المحظورات …
فالمطلوب اليوم :
سرعة التحرك من قبل الجميع ، وتحديد المسؤوليات من دون تلكأ أو انتظار ، أو إحالة الأمر إلى اللجان ، ” فالشمس طالعة والناس فاشعة ” ولا يلزم إلا. تعليق المشانق في محكمة الشعب العامة ، وليتولى كل مسؤول مسؤوليته، فيحاسب ويعاقب او ربما يكافأ ، وليكن هذا الحدث المرير نقطة تحول في حياة اللبنانيين يعيد الحق إلى أهله …. وإلا فسوف نخسر الوطن ……