بيروت مدينة منكوبة، فلتعلّق المشانق

Views: 391

لطيفة الحاج قديح

صباح  أكثر من حزين ، وأكثر من مؤلم ، نبدأه بالتعازي الحارة لبيروت الحبيبة  وأهلها المنكوبين ، والضحايا المظلومين ، نعقبه  بدعوة للترحم على جميع الشهداء ، والشفاء العاجل للجرحى ، ولا ننسى الشكر كل الشكر  لكل من مد يد الإنقاذ والتعاون لبيروت وأهلها ….

ففي وقت كان لبنان يلملم بقاياه المخلوعة ، من الحصار الاقتصادي ،  والأزمات الخانقة ، من أزمة الكهرباء إلى  أزمة المازوت والبنزين والنفايات وغيرها ، بالإضافة إلى وباء الكورونا  المرعب ، وما يسببه للعباد من موت جسدي ونفسي  ومعنوي …دخل  مرفأ بيروت  وإهراآته  التخزينية  ومستودع آماله ، ( وهو رئة الوطن ) دخل في عين العاصفة ،  فانهارت معه منظومة كاملة مهترئة ، إنهارت فيها الأخلاق  انهيارا لم يشهد له مثيل … منظومة لم تعرف ، أو لم ترد أن تعرف كيفية التعامل مع الأزمات وحلها ، فتركتها تتراكم واحدة فوق الأخرى حتى بتنا نعيش على جبل من الأزمات …

خسائر  تقدر  بمليارات من الدولارات في زمن الحاجة إلى دولار واحد مفقود ….

انهيار كامل كشف  أن مأساة كبيرة تنتظرنا نحن اللبنانيين خلف الأبواب …

انه الإنهيار الكبير السابق للخراب الأخير ، الذي يترك الناس  المتعبون ، يتركهم لمصيرهم يبحثون عن موت أقل ضررا وأكثر  رأفة وإنسانية ، وأقل قسوة  وألما ووجعا…

نعم ، وللأسف ،

ها هي عاصمتنا الرائعة ، التي تغنى فيها الشعراء ، ورفعها التاريخ فوق رأسه ، ها هي تدخل في قلب العصف الهائل ، وتقع في قلب الانهيار : إنفجارات هائلة ، حرائق في كل مكان،   بيوت مهدمة ، أشلاء مبعثرة ، أجساد محروقة …كارثة وطنية حقيقية  لا مثيل لها  في زمن يضج بالأزمات …

وبغض  النظر عن الأسباب التي أدت إلى هذه الكارثة  الإنسانية المروعة ،  سواء كان عدوانا إرهابيا مفتعلا ، مفبركا ومتقن الحبك ( كما حصل في حادثة اغتيال الرئيس الحريري ) أو كان خطأ ناجما عن إمعان في الإهمال وسوء التقدير ، أو تعامل مع جهات عدوة مشبوهة  لتنفيذ أجندات  خاصة ، أو تمادي في ارتكاب المحظورات …

 فالمطلوب اليوم :

سرعة التحرك من قبل الجميع ، وتحديد المسؤوليات  من دون تلكأ أو انتظار ، أو إحالة الأمر إلى اللجان ، ” فالشمس طالعة والناس فاشعة ”  ولا يلزم إلا.  تعليق المشانق في محكمة الشعب العامة ، وليتولى كل مسؤول مسؤوليته، فيحاسب ويعاقب او ربما يكافأ ، وليكن هذا الحدث المرير  نقطة تحول في حياة اللبنانيين  يعيد  الحق إلى أهله …. وإلا  فسوف نخسر الوطن ……

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *