… وعُدت إليّ

Views: 614

 

د. غادة السمروط

 

أملأُ الوقتَ أثاثًا من أفكارٍ ومن خيال،

أمحوه لأجتازه:

هنا، بعض جرأةٍ أذهب بها إلى الصّمت، أرجوه كلمةً ذات معنى.

هناك، وعاءٌ من حنين أغسل بمائه غربتي،

وهنالك، سلّةٌ من أسرارٍ ينوء بها أسفلُ الليل.

وعلى الرّفِّ كوبٌ من ضوء الطّفولة يبدّدُ قسوةَ العمر.

وفي الزّاويةِ العليا من المساء، علّقتُ ذكرياتٍ من الماضي البعيد، أهزُّها بين الفينةِ والأخرى، فيسّاقطُ منها ندًى يروي جفاف سنابلَ نبتَتْ على مقعد الحاضر.

وكنتُ إذا عصف بي الخيالُ، ألجمُهُ بوثاقٍ أربطُهُ إلى مقعد الأملِ كي لا تحلّقَ أفكاري في غور اليأس.

لم يكن هذا الأثاثُ تقسيطًا، بل جمعتُهُ ثروةً خزنتُها في قصبةٍ، ” نتفةً ” تلوَ أخرى، فصمدَتْ في وجه الرّيح، ولم تنكسر، ولم تتبعثر ثروتي !!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *