وديع الصافي في ذكراه السابعة… هذا الرجل هزم الآلة

Views: 2027

سليمان بختي

في الذكرى السابعة لرحيل وديع الصافي نتذكره… ذلك الكبير في زمن الكبار. أعطى ثلاثة أرباع عمره إلى الفن، ولبث صوته ترصيعات وأصداء لكل ما هو جميل في لبنان فناً وثقافة وحضارة.

ولد في نيحا الشوف في 21 تموز 1921 والده هو بشارة يوسف فرنسيس، رقيب في الدرك اللبناني. هو الثاني بين ثمانية أولاد من عائلة متوسطة. عاش طفولة متواضعة ولكن غنية بحضور الطبيعة وأصواتها وعنادلها. أحبّ الغناء منذ طفولته وتعلم العزف على العود على يد خاله نمر شديد العجيل، عاشق الطرب. انتقلت العائلة عام 1930 للاقامة في بيروت لتوسيع الآفاق والفرص. التحق وديع بمدرسة دير المخلص الكاثوليكية وكان الماروني الوحيد في جوقتها ومنشدها الأول. بعدها بثلاث سنوات سيضطر وديع إلى ترك المدرسة لسببين:

1- طغيان جو الموسيقى وشغفها في حياته.

2- ولكي يساعد والده في إعالة العائلة. وكان وديع باراً وفياً بالاسرة واحتياجاتها.

 

 

عمل لفترة في محل نوفوتيه وفي صالون حلاقة وفي معمل للقرميد والزجاج. وفي حديث اذاعي لمروان أبو نصر الدين يروي الصافي إن أول أجر تقاضاه في بداية مشواره الفني كان ثماني ليرات ذهبية من الست نظيرة جنبلاط وذلك لقاء غنائه لها وهي طريحة الفراش ولم يتجاوز الحادية عشرة.

كانت انطلاقته الفنية حين تقدم للإذاعة عام 1938 في مسابقة ضمّت أكثر من أربعين مشتركاً. وفاز وديع فرنسيس في المرتبة الأولى بالعزف واللحن والغناء. وشارك بأغنية “يا مرسل النغم الحنون”، كلمات الأب نعمة الله حبيقة. سمعته اللجنة الفاحصة المكوّنة من ميشال خياط وسليم الحلو وصاحب مجلة “الأديب” ألبير أديب ومحي الدين سلام. ولما أنهى وصلته هتف ألبير أديب بلهجته المصرية المحببة: “ايه الصوت الصافي ده”.

ونظراً لصفاء صوته وتفوّقه أطلقت عليه اللجنة اسم وديع الصافي وأثبت التلميذ حسن الظن، ومن استديوهات إذاعة الشرق الأدنى راح يغني ويشدو وتظهر في شخصيته الفنية اثر الأستاذين ميشال الخياط وسليم الحلو.

كانت أول اغنية ناجحة له عام 1940 “طل الصباح وتكتك العصفور” والكلمات الجميلة لشاعر مرهف اسمه أسعد السبعلي. في بداية الاربعينات راح وديع الصافي يغني في مقهى سعادة في الدورة وهناك تعرف إلى صباح، وكانا يغنيان معاً. وكذلك غنى في مقاهي بيروت، ومنها انتقل إلى حلب مع المطربة لور دكاش ورغم دأبه وحركته لم يحصد النجاح المرجو.

سافر إلى القاهرة في العام 1944 محاولاً الدخول إلى عاصمة الفن في العالم العربي. اقام في القاهرة لعام ونيّف، ورغم محاولة المطربة نور الهدى مساعدته وكانت تعرفه في بيروت. فإنه لم يحظَ سوى بظهور عابر في فيلم “زهرة السوق” وهناك من يزعم انه ظهر أيضاً في فيلم “غزل البنات”. ويؤكد الباحث محمود زيباوي انه ظهر في فيلم من إنتاج بهيجة حافظ اسمه “الخمسة جنيه”.

وفي القاهرة التقى محمد عبد الوهاب الذي أعجب بصوته وقال: “لا أصدق أن هناك من يملك ذلك الصوت الجميل. مش ضروري حد يلحن له ده لو قرأ الجرنال بصوته ح يطرب”. ولكن في مذكراته يكتب عبد الوهاب: “وديع الصافي هو الصوت الأقوى والاجمل بين المطربين ولكن في مكانه بالجبل”. وقدم له لحناً وحيداً هو “عندك بحرية يا ريس”. علماً أن وديع الصافي كان يحلو له دائماً أن يغني لعبد الوهاب “النهر الخالد” و”يا وابور” و”الأطلال” لأم كلثوم. في بعض حفلاته وحين يستبدّ به الطرب. ولاحقاً كان يتشوق لأن تغني أم كلثوم من ألحانه. وبحسب شقيقه إيليا فرنسيس الذي ألّف كتاباً عنه بعنوان: “وديع الصافي نشيد وأناشيد الوطن” (2017) أنه لحّن لها أغنية “نعمة الأيام”، ولم يحصل اللقاء.

عائداً إلى لبنان وقد تزعزعت أحلامه متابعاً الغناء في مقاهي بيروت، التقى ذات ليلة بالمغترب كميل كريدلي الذي دعاه إلى البرازيل. وهناك حقق نجاحاً مستحقاً واحتضاناً اغترابياً. وسجل العديد من الاسطوانات.

 

وذاع صيته من خلال الأغنية التي اشتهرت هناك وكان سجلها في بيروت وهي “ع اللوما اللوما” من كلمات عبد الجليل وهبي. واعاد تسجيلها مطعّمة بموال عتابا مظهراً فيه قدرات صوته في المقامات العالية ومقامات القرار.

 في بداية الخمسينات بدأت الحساسية الغنائية اللبنانية تتبلور مع جهود نقولا المنّي وسامي الصيداوي وفيلمون وهبي ومع الحضور المؤثر لعصبة الخمسة، عاصي ومنصور رحباني وزكي ناصيف وتوفيق الباشا وتوفيق سكر. ودانت آنذاك شهرة لوديع الصافي مع اغنيته “ع اللوما اللوما” واحتلت فيروز الواجهة مع اغنية “عتاب” من تلحين عاصي الرحباني. وفي تلك الفترة غنى وديع الصافي مع فيروز أكثر من دويتو مثل “عيد القطاف” و”فيلسوف الضيعة” و”روكز خطب” و”روكز تجوز” و”نحن ودياب الغابات ربينا” وغيرها.

والواقع أن وديع الصافي غنى الكثير من الدويتو مع مطربات جيله وجيل الشباب. غنى مع نجاح سلام “طل القمر ورفيقتي” وغنى مع صباح ونور الهدى ومجدلا وسميرة توفيق وفدوى عبيد وربى الجمال وهناء الصافي ونجوى كرم. كما أعطى ألحاناً لصباح وهناء الصافي “بيتي يا بويتاتي” وغيرهم وأجاز لغيره من المطربين غناء أغانيه.

ولكنه كان يؤكد في مقابلاته انه يرتاح في الميجانا والعتابا مع صباح لأن الصوتين جبليان. وكانت صباح تقول: “إن صوت وديع الصافي أحلى من صوتي ولكن نفسي يغطي لأنه طويل”. أما وديع فيقول: “إنها توأمي”.

تزوج عام  1952 من ملفينا طانيوس فرنسيس ورزق بستة أولاد: دنيا ومارلين وماري وانطوان وجورج وميلاد.

ولكن الموعد الأبهى في مسيرته الفنية كان ينتظره في بعلبك حيث “الليالي اللبنانية” 1957 و1959 وغنى وديع الصافي “عند البير”، وأطلق عليه “نجم بعلبك”، ولكن الالقاب ظلت تطلق عليه “وديع لبنان”، و”مطرب الجبل” و”الصوت الصافي” و”صاحب الحنجرة الذهبية” و”مطرب الارز”، و”قديس الطرب” “الصوت العبقري” و”عملاق لبنان” وفي مصر اعتبر مبتكر “المدرسة الصافية”.

 وفي بعلبك سجل اغاني من ألحانه “كنتو حناين” كلمات اسعد سابا و”للضيف مفتوحة منازلنا” كلمات عبد الجليل وهبي و”بالساحة تلاقينا” ألحان عفيف رضوان” “وعالقادومية” كلمات زين شعيب.

 

وعام 1960 كان على الخشبة في بعلبك في أولى وأجمل مسرحيات الاخوين رحباني الغنائية الفولكلورية ومع صباح في “موسم العز”. غنى وديع الصافي من ألحان الأخوين رحباني “الله معك يا زنبقة بالحي” و”عمر يا معلم العمار” و”طلعيني درجة درجة” و”يا أم الضفاير” و”عيونك اخذوني” و”يا ليل يا ما فيك غفينا”.

وأكمل وديع الصافي سطوعه مع فرقة الأنوار التي أسسها سعيد فريحة وقدم “حكاية لبنان” وغنى في لوحات فولكلورية “لبنان يا قطعة سما” من ألحانه وكلمات يونس الابن و”لوين يا مروان” وكان ختام المسرحية دبكة “ليلتنا من ليالي العمر” من ألحان زكي ناصيف.

ومن خارج المهرجانات سجّل وديع الصافي العديد من الأغاني والألحان الجميلة من ألحان الاخوين رحباني “يا غزيل” و”وعدت يولا” و”ولو” و”كيف كبرنا” وغيرها.

وغنى من ألحان زكي ناصيف “طلو حبابنا طلو” و”رمش عيونك”، ومن ألحان فيلمون وهبي “صبية يا صبية” و”حلوة وكذابة”، والرائعة “قالت بترحلك مشوار” وغيرها. ومن ألحانه وشعر أسعد سابا “دورب السماء” و”زورها بكير”. ومن شعر مارون كرم “دولاب العمر” و”عرزالنا الأخضر”. ومن كلمات توفيق بركات “عطشان قلبي” و”الله يرضى عليك يا ابني”. ومن كلمات ميشال طعمه “رجعت ع لبنان” و”عيونك الحلوين”، غنى من ألحانه “حبي اللي تركني وراح” وفيها ذلك المقطع الجميل “بطلع مرة ع تيابي/ ومرة ع الشباك/ والدمعة بتنزل ع تيابي ويضيع الشباك”.

وسجل الكثير منها في الإذاعة اللبنانية وكان تواجده فيها شبه دائم. يروى عنه انه كان ذات مرة بالإذاعة فتأخر أحد الشيوخ ليؤذن لصلاة المغرب فحلّ مكانه وديع وانهالت الاتصالات على الإذاعة تسأل عن ذاك الشيخ صاحب الصوت الشجي.

 

وكان له في 1959 أغنية مفصلية من ألحانه وكلمات أسعد السبعلي هي “ولو”. هذه الأغنية طارت لها شهرة واعجازاً ملفتاً في الإذاعة. ويروي جورج ابراهيم الخوري في كتابه “حكايتي مع النجوم” إن عبد الوهاب سأله “ألم تسمع أجمل ما غنى مطرب على وجه الأرض؟” وتوقف طويلاً عند أداءه جملة “عالقليلة تذكروا الماضي/ بسمة على شفاف الوفا كنا”. وأضاف عبد الوهاب: “إن صوت كل مطرب في فمه أما صوت وديع الصافي ففي يده”.

ويكمل الخوري انه ذات سهرة في منزل سعيد فريحة كنا كورس وديع الصافي في رائعته “ولو” عبد الوهاب وعاصي ومنصور وفيروز وفيلمون وهبي وعبد الحليم حافظ الذي قعد على الأرض وسيلفي وروبير خياط وسعد سامي ورمضان والياس المر. ولما انتهى الصافي من الغناء قال عبد الوهاب: “الغناء خلاصة النشوة والعافية والامل ووديع الصافي أصدق من يعبر عن هذه الأوصاف وأبرع من يصور المستقبل الجميل”.

وقال عبد الحليم حافظ: “احنا بعد وديع نروح نقزقز لب”. والواقع أن عبد الحليم غنى، “ولو” في تسجيل نادر وموجود على اليوتيوب.

وفي  1962 سجل رائعته “جايين يا أهل الجبل جايين” و”لا أنت راضي ولا أنا راضي” و”دق باب البيت عالسكيت”.

واستمر وديع الصافي نجم المهرجانات الأول في لبنان غنى ومثل في مسرحية “طواحين الليل”، وغنى في مسرحية “لبنان في المهجر” عام 1963 “خضرا يا بلادي خضرا” من كلمات مارون كرم “ويا بو المرجلة”. وفي عام 1964 كان في فرقة الأنوار في مهرجانات بعلبك في مسرحية “أرضنا إلى الأبد” مع صباح وكانت الألحان لتوفيق الباشا وزكي ناصيف وفيلمون وهبي وعفيف رضوان.

واستمر حصاد النجاح حتى كانت مسرحية “نهر الوفا” عام 1965 مع نجاح سلام واشراف وليد غلمية في نهر الكلب. وفشلت فشلاً ذريعاً وكانت من إنتاجه. ويروي فارس يواكيم نقلاً عن وليد غلمية أن عازفاً نمساوياً في الفرقة توقف عن العزف لحظات طويلة أثناء غناء وديع الصافي في مهرجان “نهر الوفا” قائلاً: “هذا الرجل هزم الآلة”. ترك فشل المهرجان في نفسه أثراً مريراً فسافر إلى بلاد الاغتراب وجال في أوستراليا والمكسيك لكي يسدد ديون واعباء “مهرجان الوفا”.

 

عاد عام 1967 إلى لبنان وكان على موعد مع اغنية رائعة علّمت في نتاجه وهي “يا عيني عالصبر” من ألحان رياض البندك وكلمات الشاعر المصري نجيب نجم وعرفت نجاحاً وتقديراً. وارتبطت بموجة الأغاني بعد النكسة لاستنهاض الأمم. وفي صيف 1969 أحيا مهرجان مزيارة. وفي صيف 1970 عاد مجدداً إلى بيت الدين في مسرحية “بحر اللولو” وغنى “يا بحر يا دوار” و”ليالي العمر”. وفي صيف 1971 كان أيضاً في بيت الدين مع مجدلا في مسرحية “مدينة الفرح” من إعداد الياس رحباني وجورج ثابت. وغنى فيها “المجد معمرها” و”زرعنا تلالك يا بلادي” و”يا قمر الدار” وغيرها.

وكانت له بالإضافة إلى ذلك مشاركات في افلام سينمائية في بيروت والقاهرة. فيلم “أنغام حبيبي” مع نجاح سلام واخراج محمد سلام (1960) و”أنت عمري” مع صباح (1964) وفيه حوارية الضيعة والمدينة “حسدتنا العالم حسدتنا” و”موال” مع صباح وغنى فيه أغنيتين من أحب الأغاني على قلوب المصريين ومن ألحان بليغ حمدي وهما “على رمش عيونها” و”دار يا دار”.

 وفي عام 1973 جمعته مهرجانات بعلبك مع فيروز ونصري شمس الدين في “قصيدة حب” وغنوا رائعة الاخوين رحباني، “سهرة حب” في مشهد المصالحة. وغنى وديع الصافي “عالبال يا عصفورة النهرين” و”شاب الهوى وشبنا” من ألحان الاخوين رحباني أيضاً وكلمات ميشال طراد غنى رائعة “رح حلفك بالغصن يا عصفور” ويذكر انسي الحاج انه بعد هذه الأغنية ألحّ على الاخوين رحباني بضرورة الاهتمام أكثر بذاك الصوت النادر.

وفي تلك الفترة غنى لحناً رائعاً للموسيقار فريد الأطرش من خلال أغنية “ع الله تعود”. كما غنّى لحناً للموسيقار رياض السنباطي وكلمات جورج جرداق “نغم ساحر” غنّاه على العود ولم يسجّله.

ونادته بعلبك ثانية ليختتم آخر مهرجان فيها قبل الحرب (1975-1990) وهو مهرجان “تضلوا بخير” (1974) وغنى من ألحانه وكلمات طعان أسعد “قومي تنمشي يا حلوة الحلوين” ومن كلمات زكي ناصيف وألحانه “يا خيام الهنا” و”طيري يا يمامة”.

 

اشتعلت الحرب في لبنان عام 1975، فغادر إلى الشام وغنى في مطاعمها وذات ليلة حضر أحد حفلاته الفنان دريد لحام وقبل أن يبدأ الغناء بادره لحّام مع الجمهور غناء “والله العز بيلبقلك يا بو فادي”. مسح وديع الصافي دمعة محبة ووفاء وغنى حتى الصباح.

بعد الشام سافر إلى القاهرة لحفلات معدودة وغنى لمصر “عظيمة يا مصر”، ومنها إلى بريطانيا (1978) واستقر لفترة أطول في باريس. وتابع التلحين والغناء “بتحبني وشهقت بالبكي” و”يا رب لا تهجر سما لبنان” و”تتركه للبوم والغربان”.

وفي سنة 1989 أقيم له حفل تكريم في معهد العالم العربي في باريس بمناسبة اليوبيل الذهبي لانطلاقته وعطاءاته الفنية.

عاد في التسعينات إلى لبنان وغنى في المطاعم والمسارح ولبث وهو على أبواب الثمانين متواضعاً ملآناً يساعد الشباب والمواهب ويغني معهم. غنى مع المغني الاسباني خوسيه فرنانديز والمطربة حنين. وحصد نجاحاً ذكره بأيام العز في لبنان. ولم يغب عن اللقاءات التلفزيونية يشارك ويساعد ويوجه بكل محبة وتواضع.

حصل وديع الصافي إضافة إلى الجنسية اللبنانية الجنسية المصرية والفرنسية والبرازيلية. ولبث حتى آخر أيامه يردد “ما في اغلى من الولد إلا البلد”. وحظي بألوان من التكريم في لبنان والخارج، ونال خمسة أوسمة من رؤساء لبنان: كميل شمعون وفؤاد شهاب وسليمان فرنجية والياس الهراوي وإميل لحود (وسام الارز برتبة فارس) ومنحته جامعة الكسليك دكتوراه فخرية في الموسيقى (حزيران 1991) ومنحه سلطان عمان وساماً رفيع المستوى عام 2007. وأصدر الباحث فيكتور سحاب عنه كتاباً قيّماً بعنوان “وديع الصافي” (1996) واصدر ربيع محمد خليفة كتاب “وديع الصافي حياته وأغانيه” (2002)، واصدرت الجامعة اللبنانية كتاباً عنه عنوانه “صوت لوطن”.

 

خضع وديع الصافي لجراحة في القلب عام 1990 ولم يؤثر ذلك على عطائه غناءً وتلحيناً. ولكن في السنوات الأخيرة راح يؤثر تلحين الترنيمات الدينية وانشادها.

وفي عام 2013 وأثناء وجوده في منزل ولده أنطوان في المنصورية شعر بتوعك شديد وهبوط حاد في الدورة الدموية ونقل إلى المستشفى ولم تفلح جهود الأطباء في إنقاذه بسب ضعف عضلة القلب وأسلم الروح في 11 حزيران 2013. وشيع في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت في مأتم حاشد يليق بفنان كبير أعطى لبنان صوته وألحانه وقلبه وابتساماته وحضوره المؤثر المتوّج بالبركة. ودفن في مسقط رأسه نيحا- الشوف بإصرار كبير من أبناء قريته. وقدّمت البلدية تلّة قرب المدفن لإنشاء متحف ومسرح. وهناك تماثيل له في عاليه والدكوانه والمرادية كسروان. ولكن المطرب الذي خلّد لبنان في أغانيه: “لبنان يا قطعة سما، وخضرا يا بلادي خضرا، وجايين يا أهل الجبل، وزرعنا تلالك، والمجد معمّرها، ليس له شارع بإسمه في وطنه وهو المستحقّ”.

عاش وديع الصافي اثنين وتسعين عاماً امضى 75 عاماً منها في عالم الفن. هو صاحب أكثر من 1000 اغنية. وهو الذي أعطى لصوته كل الامداء التي تستحقها موهبة الصوت. وكتب سيرة فنان كلما سار ترك من النور آثاراً وشق طريقه مكابداً الصعاب والغربة والتعب وانتهى في قصيدة حب مترنماً بأغاني السماء.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *