رسالة إلى التياريين… اقرأوها جيداً

Views: 14

رندلى جبور

أحبائي التياريين، أتوجّه إليكم برسالتي هذه لأنني لمست عمق تعبكم وقهركم، وسمعت صرخاتكم المخنوقة في داخلكم لأنكم لا تريدون أن تتحوّلوا إلى نقّاقين أو شتّامين، وتريدون أن تبقوا أولئك الذين لا يشبهون غيرهم.

فلنكن واضحين وصريحين. نعم نحن في حرب تستهدف وجودنا الوطني والسياسي. ولنكن أكثر صراحة: نحن في 13 تشرين جديدة وقاسية. فكثيرون هم المتضررون من نهجنا وعملنا: الفاسد متضرر لأننا نحارب الفساد، وإبن المنظومة المالية والسياسية “تبع” التسعينات متضرر لأننا نريد بناء دولة المؤسسات بينما كانوا يبنون شركة خاصة تخدم جيوبهم ومصالحهم، والتبعي متضرر لأننا سياديون، والخارج متضرر لأننا “فكسنا” مشاريعه وقلنا لا للتوطين ولا لتثبيت النازحين ولا لوضع اليد على ثرواتنا ولا على جزء من بحرنا أو سيادتنا، وبعض الاعلام متضرر لأننا لا ندفع، فيجد نفسه ميالاً إلى ملء جيبه مقابل بيع ضميره. وجميع هؤلاء يجتمعون ضدّنا، يجمعهم الضرر من وطنيتنا الفائقة. وجميع هؤلاء يستخدمون كل الاسلحة لمحاربتنا، من السياسية إلى الاقتصادية والمالية، والاعلامية والنفسية وغيرها. لدرجة أنهم نجحوا في بعض الاحيان في جعل بعضكم يشكك بنفسه وبتياره، ويفقد الثقة بالقضية وبالقيادة ويسأل ربما عن القائد المؤسس الرئيس ميشال عون. لا أيها التياريون، لا تقعوا في لعبتهم وفي بشاعتهم. (https://www.greenbot.com) لكم الحق في التعب، وفي أن تصرخوا غضبكم وقرفكم بقدر ما استطعتم، لا مشكلة في ذلك، ولكن حذار من نسيان تاريخنا الشريف وما فعلناه من أجل الوطن. حذار من عدم الانتباه إلى ما يقوم به فخامة الرئيس والتيار وكيف حرّكوا كل المياه الوسخة الراكدة من تحت الجميع، فكشفوا حقيقة الفساد وأطلقوا أول صرخات المحاسبة الجدية، ورفعوا الستار عن جريمة السياسات الاقتصادية والمالية التي كانت متبّعة ومهّدوا الطريق لتغيير نمط فاشل جعلنا بلداً فاشلاً وشعباً مصاباً بالكسل. أيها التياريون، افتخروا وارفعوا رأسكم ولا تنحنوا فأنتم ابناء المدرسة التي عرّت الفساد والفاسدين والخطايا، وتخيلوا لو لم يكن التيار موجوداً. نعم اليوم كل شيء مشقلب، والانفجارات “تفقع” في وجوهنا جميعاً، ولكنها المرة الاولى التي تُفتح فيها الحرب الحقيقية مع منظومة فاسدة وفاشلة وسارقة ومتسخة وهي المرة الاولى التي يمكننا أن نرى من نافذتها فرصة جدية للتحرر. نحن من حقّق التحرير حين كان الجميع ضدّنا وصمدنا حين كانوا يسخرون من إيماننا وصلابتنا ورجائنا الوطني ونضالنا. ونحن من سيحقق التحرر وسيعودون ويتبنون إنجازاتنا كما تبنوا سابقاً الحرية والسيادة والاستقلال بعدما كانوا يرشقوننا وإياها بالحجارة.

أيها التياريون، إننا في زمن الازمات الكبرى، وفيها يسقط الوصوليون وضعفاء النفوس والمصلحجيون والخائنون والخائفون والواقفون ما بين بين، ولكن تبقى النواة الصلبة التي تصمد عندما يكون الجميع منهاراً، وتناضل عندما يفكر الجميع بالتخلي والمغادرة، وتبقى مرفوعة الرأس مهما صوّبوا على رأسها سهامهم. أنتم، التيارون الأصيلون لا تسقطون. تتعبون ولكن لا يمكنكم أن تُحبَطوا. تقلقون ولكنكم لا تفقدون الامل. تبكون ولكن لا تيأسون. تحافظون على إنسانيتكم من دون فقدان صلابتكم. تتعاطفون مع كل موجوع ولكنكم لا تغرقون باللطم وحسب. تشعرون بالضعف أحياناً ولكنكم لا تسقطون بالشك. ليس نحن من نفقد الثقة بقائدنا البطل والرؤيوي، ولا بقيادتنا التي تعمل بلا توقّف تحت سقف المبادئ العونية الرائعة، ولا بقاعدتنا التي تشكّل أجمل نموذج حزبي في لبنان.

ايها التياريون، أنتم مختلفون عنهم جميعاً ولذلك يقفون ضدكم. ولكنكم والنضال والشرف والكرامة والحق والحقيقة والحلم والسعي والعمل والآدمية، أكثرية، والوقت اليوم هو لنسند بعضنا البعض ونصمد. ليس المطلوب أكثر من الصمود في هذه المرحلة التي ستنتهي بالسياسات الكبرى بانتصارنا، أي بانتصار الوطن. كونوا إلى جانب بعضكم وإلى جانب قيادتكم والجنرال، واصمدوا بشموخ لا يمكن لجاهل أو حاقد أو متنمّر أو غبي أو متآمر أو مغسول الدماغ أن يمسّه، فالنصر صبر ساعة أو صمود ساعة ولو طالت. صبرنا وصمدنا فحققنا الحرية، سنصبر ونصمد وسنحقق التحرر!

***

* “المدى”

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *