سبع طرق لجعل بيتك جنتك الخاصة

Views: 720

*دينيس فورنيي

(معالجة نفسية، ومدونة، وأستاذة مساعدة في جامعة نوفا الجنوبية الشرقية بالولايات المتحدة الأميركية)

بينما ندخل في شهرنا الخامس من جائحة فيروس كورونا ونترقب مستقبلاً لا يوفر أي ضمانات عن عودة الحياة إلى طبيعتها، من الجيد التوقف لبرهة وتسليط جزء من انتباهنا على الوضع الجديد في حياتنا. ورغم أن بعض جوانب الحياة تبدو وكأنها لم تتغير، بات معظمنا يتبنى روتيناً جديداً ويتبع إيقاعاً جديداً في الحياة اليومية. وأحد الأشياء التي نتشارك فيها جميعاً على الأرجح، هو زيادة كمية الوقت الذي نقضيه في المنزل.

 وبالنسبة لبعضنا، كان الأمر بمثابة هدية -أو فرصة لإبطاء الوتيرة المحمومة للأشياء والاستقرار في مساحتنا الخاصة. لكن بالنسبة لآخرين، وربما بالنسبة لنا جميعاً في مرحلةٍ ما -كان البقاء في المنزل يشعرنا وكأننا مسجونون. وربما يكون التحديق في الحوائط الأربعة طوال اليوم أمراً يبعث على الجنون. وقد يكون الوضع جنونياً حين تحاول التعامل مع عدة أشخاص لهم احتياجات مختلفة، ويفعلون أشياء مختلفة تحت نفس سقف البيت. وفي ظل هذه الظروف غير العادية، التي يكون فيها الحبس في المنزل الاختيار الأكثر أماناً؛ فمن الطبيعي أن تشعر بأنك محاصر ومسحوق من حين لآخر. لهذا من المهم أن نكون واعين بالمساحة التي نعيش فيها وأن نفكر في الكيفية التي تؤثر بها طاقة المكان علينا.

وبينما نواصل مواجهة التحديات التي تفرضها علينا هذه الجائحة، من الجيد التفكير في الكيفية التي يمكن بها خلق مساحة لأنفسنا وعائلتنا كي تساعدنا على تجاوز هذه الأزمة بأقصى قدر ممكن من الراحة. وإذا صار وضع حياتك الجديد قائماً على خيارات العيش والعمل والدراسة من المنزل، فإليك سبعة تعديلات يمكن أن تبدأ في تنفيذها اليوم لجعل بيتك أشبه بالملاذ:

دع الضوء يدخل المنزل:

ثبت أن صحتنا العقلية تتفاعل إيجابياً مع الضوء الطبيعي، حتى وإن كنا داخل المنزل. إذ يساعد تعرضنا لضوء الشمس، عبر ترك الستائر مفتوحة خلال اليوم، على اختبار شعور جيد في المنزل. وبالطبع يمنحنا قضاء بعض الوقت في المساحات الخارجية من المنزل، إذا كانت لدينا، فرصة لتغيير المناظر التي تقع عليها أعيننا ويزيد مستوى فيتامين د في أجسامنا، ما سيحافظ على شعورنا الجيد (أو، على الأقل، سيحافظ على سلامتنا العقلية).

حافظ على نظافة المنزل:

 دعونا نواجه الأمر: يعتبر معظمنا التنظيف مهمة روتينية. وخلال الجائحة عندما لا يزورنا سوى عدد قليل من الناس، هذا إن زارنا أحد على الإطلاق، سنجد أنّه من السهل تأجيل روتين الأعمال المنزلية والتراخي في التنظيف. لكن الحقيقة هي أنّ حالة المساحات التي نقطنها تؤثر على حالتنا العقلية. وعندما تحافظ على نظافة منزلك، فأنت تساهم بهذا في رخائك. فضلاً عن هذا، يصبح التنظيف نوعاً من التأمل أو نوعاً من ممارسة التركيز الواعي بمجرد الاندماج في وتيرة المهام المنزلية.

طالب بمساحتك الشخصية:

 سواءً كنت تعيش بمفردك أو تتشارك المكان مع العديد من الأشخاص؛ فمن المهم أن تشعر بأنك في بيتك وتتمتع بمساحتك الخاصة -خاصةً إذا كنت تقضي معظم وقتك هناك. وإحدى الطرق لفعل هذا هي أن تطالب بمساحة شخصية في منزلك، مساحة تشعر بأنها ذات معنى وخاصة بالنسبة لك. ويمكن أن تكون في صورة كرسي معين داخل غرفة الجلوس، أو طاولة بجانب السرير، أو ركن خاص للقراءة، أو مكان قرب النافذة يتيح لك النظر إلى العالم في الخارج. وبغض النظر عن المكان الذي ستطالب به لنفسك؛ يجب أن تجعله يحمل معنى خاصاً بالنسبة لك، وتذهب إليه وقتما تشعر بحاجة إلى تغيير طاقتك أو العودة للشعور بنفسك.

ضع حداً للصوت:

 عندما يكون لديك العديد من الأشخاص في المنزل طوال اليوم، من السهل أن تعلق في وضعٍ يغمر حواسك. ويمكن أن تتسبب أصوات التلفاز، والأجهزة الكهربائية الأخرى، وأجهزة ألعاب الفيديو، والحواسيب المحمولة، وتداخل أصوات الهواتف المحمولة في إثارة أعصابك. لهذا من المهم لك ولعائلتك أن تنتشروا في أرجاء المنزل قدر الإمكان، وأن تكونوا على وعي بأنشطة بعضكم البعض، إلى جانب استعمال سماعات الأذن قدر الإمكان، وإبقاء الصوت عند حده الأدنى. سيشكرك جهازك العصبي على هذا!

اجعل سريرك مكاناً مقدساً:

 إذا كنت في المنزل طوال اليوم، يمكن أن يكون قضاء معظم هذا الوقت في السرير أمراً مغرياً للغاية. لكن هذا يُشعرنا بفقدان الحافز والكسل، علاوةً على أنّه يربك أيضاً مواعيد نومنا. ويمكن أن نقدم معروفاً كبيراً لصحتنا العقلية عندما ننهض من أسرتنا بمجرد استيقاظنا، ونرتب أسرتنا، ولا نعود إليها إلا عندما يحين موعد النوم. ويجب أن نحاول تجنب عادة العمل، أو مطالعة الشبكات الاجتماعية، أو حتى مشاهدة التلفاز ونحن في أسرتنا. وعبر قصر نشاطنا في غرفة النوم على النوم وممارسة الجنس؛ نحن نساعد عقولنا للربط بين السرير وشعور الاسترخاء، ونحمي أنفسنا من السقوط في حالة الركود خلال اليوم.

كن ممارساً لمفهوم الحياة البسيطة:

 لا تقدم لنا أكوام الأشياء المحيطة بنا أي فائدة حتى وإن اعتدنا على وجودها حولنا. وبما أن حالتنا العقلية والشعورية تتأثر للغاية بحالة المساحات المادية، فإن إزالة الأشياء التي نستخدمها أول بأول والحفاظ على مكان معيشتنا في حالة ترتيب أنيقة قدر الإمكان يُعَدُّ فكرةً جيدة. ومن أجل رخائنا يجب أن نفكر في الكيفية التي سنحافظ بها على نظام الأشياء في منزلنا، ونكنس المنزل بانتظام لجمع الأشياء غير الضرورية التي يمكن أن نخزنها بعيداً، أو نتبرع بها، أو نستخدمها في غرض آخر، أو نعيد تدويرها، أو نتخلص منها.

امنح الأولوية للوجود والتواصل:

 ينبغي أن يكون منزلك مكاناً آمناً وملاذاً لك حتى وإن لم نكن نعيش في ظل الجائحة -واجعله المكان الذي تستطيع الاسترخاء فيه، وإبطاء وتيرة نشاطك، والانسجام مع نفسك، والاتصال بالأشخاص الذين تحبهم. وإحدى الطرق المهمة لجعل بيتك ملاذاً هي أن تتأكد من أنّ المساحة المادية التي تعيش فيها، وروتينك اليومي، يتيحان لك الحضور في اللحظة والاتصال بنفسك وبالآخرين في المنزل. ضع حداً لمشاهدة التلفاز واستخدام الهاتف المحمول، ونظم مساحات تدعم اتصالك بنفسك وبالآخرين، واخلق مناطق في المنزل مخصصة للحركة وممارسة الطقوس الروحانية، أو أي طقوس أخرى تساعدك على الانسجام مع نفسك. يمكن أن يكون منزلك مكاناً تستطيع فيه الاتصال بنفسك عبر إجراء بعض التغييرات الصغيرة -مهما كان ما يحدث في العالم خارج أبوابك.

***

 

(*) ترجمة موقع “عربي” عن مجلة Psychology Today الأميركية.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *