رودي رحمة ينحت “أرزة الصلبان” في ساحة الديمان

Views: 304

باشر الفنان رودي رحمه بنحت إحدى أرزات ساحة الكرسي البطريركي في الديمان المعمرّة، التي أصابها اليباس. وعلى غرار الأسلوب الذي اعتمده رحمه في غابة أرز الرب حيث قام بنحت جذوع وأغصان أرزات معمرّة أصابها اليباس أو كسرتها عواصف الشتاء، فإنه يعمل على نزع قشرة الأرزة اليابسة، فتنظيف هيكلها الخشبي، ومن ثم نحت مجموعة من الرموز الدينية على الجذع والأغصان. يبلغ ارتفاع أرزة كرسي الديمان 23 متراً وقطر جذعها 1 متر و15 سم، وهي تقع الى الجهة الجنوبية الغربية من ساحة الكرسي البطريركي ناحية مشارف وادي قنوبين، والى جانبها، في الساحة، أرزتان معمرّتان أيضاً، بدأ اليباس يهدّد واحدة منهما، والى ناحية مطل الوادي غرب مكتبة الوادي المقدس تقوم حوالي خمسين شجرة أرزة في ما يشبه الغابة الصغيرة.

وقال الفنان رحمه حول عمله الجديد: بعد التجربة الفنية الناجحة، التي حققناها في غابة أرز الرب، تحولت شجرات الأرز المعمرّة اليابسة أولوية في اهتمامي. وهكذا كان أن شاهدت أرزة كرسي الديمان، فوضعت تصوراً متكاملاً لنحتها، عرضته على غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي لمست كل عناية ودعم وتشجيع، فبارك مبادرتي التي انطلقت عملياً، والتي يستغرق العمل لانجازها ما يقارب السنة حين يرتجى افتتاح واحة هذه الأرزة وجارتيها الصيف المقبل.

 

وأضاف رحمه: أطلق عادة تسمية على كل عمل أحققه أستوحيه من مضامينه، ومضامين هذا العمل ترمز الى المسيح حامل الصليب، الذي تتزايد صلبانه بتزايد ضعف البشر وخطاياهم. فنرى على الجذع وجه المسيح، وأحوّل الأغصان صلباناً منحوتة تترامى على كتفي المسيح، وكأنه يقول “هاتوا بعد صلبان” . وبهذا تتحول الأرزة “أرزة الصلبان” ، وتنتقل من حالة اليباس والموت الى صورة الصليب المترافقة مع مشهدية القيامة والحياة. 

الزميل جورج عرب، أمين النشر والاعلام في رابطة قنوبين للرسالة والتراث، قال: إن العمل الفني المتحقق حالياً بيدي وأزميل الفنان رودي رحمه يندرج في صميم الإهتمام بتراث الحجر والشجر ليكون في خدمة البشر. وتشكل الواحة، التي تحتضن “أرزة الصلبان” وجارتيها، امتداداً يتكامل مع عناصر أخرى لتكشف، مجتمعة، المزيد من الإرث الثقافي الذي يمثله موقع الكرسي البطريركي في الديمان، المتصل بتراث الوادي المقدس. فموقع “أرزة الصلبان” يتحول واحة متصلة بموقع مكتبة الوادي المقدس الممتد الى موقع صخرة الدبس المطل على كل جوانب الوادي، والمتصل جغرافياً بدرب البطريرك الراعي للمشاة على كتف الوادي حيث تنتشر مجموعة من المعالم الدينية والطبيعية المرتبطة بتاريخ الوادي المقدس والجوار، مثل مغارة الحمام، ومغارة شوتحيت، وموقع مار سركيس الشاهد، بمغارته المعروفة باسم مغارة الجماجم، على تاريخ الشهادة في مواجهة المماليك سنة 1283.

وأضاف عرب: بهدف الحرص على إرثنا الثقافي الثمين والتصميم على إبرازه سوف ينجز الفنان الصديق رودي رحمه نحت أرزة الصلبان، وسوف أنجز بحثاً تاريخياً موثقاً حول أرزات الكرسي البطريركي في الديمان استناداً الى سجلات الكرسي، وبخاصة الدفتر المعروف باسم “دفتر الأرز” ، تصدره رابطة قنوبين للرسالة والتراث في مطبوعة متعددة اللغات تتيح لزائر واحة “أرزة الصلبان” الاطلاع على قصة هذه الأرزة، وعلى تاريخ عناية البطريركية المارونية بغرس الأرز وحمايته. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *