دعوة إلى شراء العالم
أمل سويدان
لستُ أنا من يخضع للكلمات
ولست أنا من يتنازل للحب
لكنني فعلت.
في أولى محاولاتي الشعرية
سأطهو لك الجمل اللذيذة
وأضع النكهات الغريبة والطيبة
وأعد لك سفرة من مشاعرنا القديرة
***
في أولى محاولاتي الشعرية
لن أكون امرأة تقليدية لا تلتفت للحب
ولا للرجال.
سأدعوكَ للقهوة،
للشاي،
لأي شيء تريده
سأدعوكَ للقاء.
سأدعوك لنكتشف المساء معاً
لنبحث بين النجوم والسحاب
لنؤلف سيرتنا المجيدة
وأحزاناً
وأمنيات
وقبلات
لنمشي معاً تحت غرابة الليل
ووحشة الطرقات.
لنكون بين الشوارع قصصاً
وعلى الأرصفة أشعار.
***
تعال لنجلس معاً
في البرد
في الصقيع
وجانب النار،
لا مانع من أن أقدم لك القبل كوجبة طعام
وأن تعطيني العناق كحلاوة العيد
وهدية اللقاء..
***
كن حنطاويا لا تطارده الفتيات السمراوت
وقبيحاً لا تتلذذ بمفاتنه النساء.
كن مثقفاً تسخر منه الإناث
وجاهلاً يجهل الأبجدية والتاريخ والكلام
كن شيئاً مختلفاً كندبة أو شامة
أو أثراً من حروب العرب والإحتلال
كن فقيراً لا تذهب إليه الشرقيات
كن بائع قهوة
أو كتبٍ
أو بائع حب ورومانسيات
كن أي شيء ضمن خانة الإمتلاك.
***
سأحبك على طريقتي الخاصة
لي وجهك ويدك وعنقك
وجسدك وفكرك الذي لا أريد أن أنساه.
لي غضبك وجنونك
وشهوتك وشرقيتك
وظلك الذي أهواه
تعال لنشتري العالم كله
قارة أحبك فيها كما أشاء
وأخرى تعشقني فيها كما تشاء
لا توجد بيننا حدود
ولا تأشيرات دخول
ولا إمضاء
***
حاولت مراراً أن أجدك
بين أبيات القصائد
وطاولات المقاهي الكلاسيكية
جربت كثيراً
وكثيراً
أن أصبح شغفاً تسعى إليه بلا ملل
أو ضجر
أو استسلام.
لكنني في النهاية تذكرت أنني فقيرة
والفقراء لا يملكون سوى الأحلام.
