“كريستوفر كولومبُوس” قصيدة لشاعر نيكاراغوَا الكبير “رُوبِينْ دَارِييُّو”

Views: 38

ترجمها عن اللغة الاسبانية د. محمّد محمّد خطّابي*

 

 

أمير البحر** الشقيّ

أمريكا المسكينة ،

هنديتك العذراء

الحسناء ذات الدم الحار

جوهرة أحلامك،

 أصابها الهوَس

إنّها ترتعش فى عصبيّةً

جبينها شاحبٌ

روحٌ وخيمةٌ تقطن ثراها

حيث القبيلة الموحّدة

 أشهرت هراواتها

اليوم تثار الفتنة بين الإخوة

والحرب فيها أزليّة

إنّهم مكلومون،

يشتّتون أجناسَهم بأنفسهم،

الوثن الحَجريّ، حلّ محلّه اليوم

صنمٌ من لحم مُتوّج

ومع ذلك ما زال فجرُها الأبيض

ينبلج  كلّ يوم،

 وفي الحقول

يتآخى الدمُ بالرّماد،

أجدادنا كانوا ذوي نخوةٍ وكبرياء

كانوا مخلصين أوفياء

رؤوسُهم مزركشة بنوادر الرّيش

ليت الرجالَ البيض كانوا

يُضاهون أتوَالبَا ومُوكتيزوما***

عندما استقرّت في بطن أمريكا

بذور الجنس الحديدي

المُنحدر من إسبانيا

مزجت قشتالة العظمىَ

قوّتها البطولية بقوّة الهندي

المنحدر من أعالي الجبال،

ربّاه، ليت شعري

 لم تنعكس قطّ

أشرعة مراكبك البيضاء

على المياه التي كانت من قبل

دائما بلّوريّة صافية،

 

وليتَ النجوم لم ترَ

وهي مذهولة في السّماء

مراكبَك على السّواحل ترسُو،

بوصولك نشرَ الحظُّ العاثرُ

 في طريقنا

صراعاتٍ وهلعاً،

 وحروباً وفزعاً

وحُمّى دائمة،

أميرَ البحر المسكين

أدعُ اللّهَ ليقيَ العالمَ

الذي اكتشفته .

*****

*كاتب ومترجم من المغرب ، عضو الأكاديمية الإسبانية الأمريكية للآداب والعلوم بوغوتا كولومبيا.

* * ALMIRANTE في الأصل بالإسباني وهي من اللغة العربية “أمير البحر” وهو لقب كولومبوس لخبرته وطول باعه فى الملاحة والإبحار.

***من أباطرة الإنكا والأزتيك.

(https://aardvarkisrael.com/)

Comments: 2

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. قصيدة في غاية الروعة تحملنا إلى زمان العبودية التي فرضها الاستعمار الإسباني في القارة الأمريكية والكشف عن معاناة السكان الأصليين في قالب فني جميل.
    وهل اغتيال جورج فلويد امتداد لتلك المعاناة؟؟؟

    1. جميل جدّاً ..بل رائع ،حريّ ،وجدير، وقمين، وحقيق بنا أن نقول بملء فينا .. إنها الرّوعة فى قمّة أوجها ،ورونقها ، وبهائها.. فعلاً كما ذهبت مُحقّاً قصيدة الشاعر النيكاراغوي المُجدّد الكبير ” روبين داريييّو” ( كريستوفر كولومبوس) شهادة حيّة للتاريخ عمّا ارتكبه الاسبان فى حقّ ذلك الشعب الأعزل البريئ، تماماً كما يؤكّد ذلك أيضاً الكاتب الأوروغوائي الكبير إدواردو غاليانو فى كتابيْه ( أوردة أمريكا اللاّتينية المشروخة) و( مذكرات النار ) وفى سواهما من كتب هذا المثقف الملتزم الشجاع الذي فضح الجرائم الشنعاء التي ارتكبها هؤلاء الذين جاؤا (مبشّرين فاتحين) ولكنهم كانوا فى الواقع أبعد ببرازخ واسعة عن عمق وفحوىَ رسالة السيّد المسيح السّمحاء كما يؤكّد ذلك من جهته الكاتب الاسباني المبدع أنطونيو غالا ..والله أخي العزيز الباحث المثابر الحثيث الأستاذ عبد اللطيف مَحمّد خطّابي.. لقد أبدعتَ، وأبلغتَ،وأقنعتَ،وأشبعتَ هُيامَ ظمئنا ، وأطفأت لهيبَ أُوَامِنا…لله درّك ،ولا فضّ الله فاكَ أيّها النقيّ الصّدوق ، التقيّ الخلوق ، شكراً وهنيئاً لك بهذا الدّفق الجميل ،والتداعي النبيل، دمتَ للإبداع منبعاً مِدرَارَا.. وللخَلْق مَرتعاً ومَربعاً ودَارَا..ودام لك عذب البيان، طوعَ اليراع والأنامل والبنان…وتحيّة عبقة فوّاحة حرّى نوجّهها لهذا الصّرح الإعلامي والثقافي الكبيرAleph-Lam الذي يتيح لنا ممنوناً فرصة هذا التواصل والتفاعل، والتشاور والتحاور للقائمين عليه بحرفية عليا لهم منّا محبّات أريجها باقاتٌ من الودّ ،والورد، والشِّعر، والعِطر، والفكر…ورحيقها مزهريّات من الفلّ والقرنفل.. و صَبَاها أريج بهيج من الياسمين والرّياحين، ،وطيبها أصُصٌ من الحَبق والنّبق ، مزدانةً مشعشعةً بألوان أطياف الشّفق والغَسق.