يا أيام الماضي عودي

د. جان توما

أرسل لي الصديق ماجد درويش هذه الصورة لأيام ما قبل الكورونا، لعلّها تعود.وأعود إلى بدايات معرفتنا:

“كان اللقاء الأوّل معه حول كتاب. أردت أخذ رأيه قبل نشره، ففاجأني بمقدمة مسبقة للكتاب. 

كرّت اللقاءات الفكريّة والحوارات الإنسانيّة حتى لتحسب أنّ رحم الحرف ينجب التؤائم فكرًا وسحنة وملامح. ومن وقتها ما عدنا التقينا لقاء الغرباء ولم يمضِ كلّ إلى غايته إنّما صارت غايتنا واحدة فكنّا مع أحمد ولامع وعلي ومحمود و معتصم وسميرة وباسم وأنطوان نلتقي في كتاتيب سابا نتطارح علمًا حيّا في زمن الآلة ونقتسم الخبز والملح وإفطارات رمضان بتلك الروح التي إن عصفت كانت مودّة ومكارم أخلاق.

كلّما جالسته أخرج من جرابه كتب الفقه والتاريخ والتراث رافعًا شراعه ومبحرًا في نقاش ما كان يومًا عاصفًا، بل يكون كالتيار الواضح المسالك العارف المستنير فلا تغرق في بحره وإنّما يجعلك تطفو بشفافيّة المؤمنين الواعين.

تتعلّم من تواضعه أنّ علمك وفكرك وخزانة معلوماتك لا تحصد ثمارها إلّا إن اتقنت كيف تقدّمها، رغم تاريخيتها، حيّة في نفوس أبناء هذا العصر الباحث عن نبض حياة.

مولانا الشيخ الدكتور ماجد يأتي من هذا النبض الحيّ.