نصري سلهب في مئوية ولادته… مسيرة حوار وتلاقٍ على خطى المسيح ومحمد وعلي

Views: 8

سليمان بختي

 

اعطى نصري سلهب (1921-2007) القاضي والديبلوماسي والاديب في مجال الكلمة، وفي الحوار الاسلامي المسيحي. وتعمق في سلسلة بدأها “على خطى المسيح” و” على خطى محمد” و”على خطى علي”. سلسلة شبيهة في مكان ما بعبقريات العقّاد.

كتب في “خطى محمد” بين الاسلام وجاهليه هوة سأسعى في كتابي الى هذا الى ملئها بالورود والرياحين لتغدو ساعة لقاء وحفل تلاق”. وكتب “لقاء المسيحية والاسلام” (1965-1970) و”القيم الاخلاقية للاسلام”(1985) و”الاسلام كما عرفته دين الرحمة والسلام” و”لبنان في محافظاته” الندوة اللبنانية (1961) “فرنسا والموارنة” (1997). “صلب المسيح ومسؤولية اليهود-قراءة جديدة في الاناجيل” (2002). والى غيرها من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات.

هذه الريادة وهذا الحس النهضوي استقاهما نصري سلهب من حضارة التنوع والحوار والايمان في قضية لبنان الرسالة ولبنان العيش الحقيقي.

 

ولد نصري سلهب في بعبدات في 25 كانون الاول 1921. درس القانون في جامعة الحكمة ونال المجاز.

بدأ حياته المهنية قاضيا في محكمة الحسابات. وفي العام 1959 عينه الرئيس فؤاد شهاب محافظا لمنطقة البقاع. (fooplugins.com/) والى جانب مهمته كمحافظ تم تعيينه رئيسا للمجلس الاعلى للجمارك، وبقي محافظا ورئيسا للجمارك حتى العام 1963. وبعد 10 سنوات من رئاسته للجمارك اللبنانية التحق بالسلك الديبلوماسي في العام 1973. وعين سفيرا للبنان في الجزائر في العام 1978 واستمر في منصبه حتى العام 1982. ثم تم تعيينه سفيرا للبنان لدى الكرسي الرسولي (الفاتيكان). وكان لفترات سفيرا لدى البرتغال ومالطا.

ولكن نصري سلهب توج حياته المهنية كديبلوماسي عام 1985 في الفاتيكان بعد ان تسلم من قداسة، البابا يوحنا بولس الثاني، شارة الصليب الاكبر من وسام بيوس التاسع، والتي تشكل اعلى وسام في النظام الفاتيكاني.

 الى جانب حياته المهنية الناجحة كرّس ما يقرب 50 عاما من حياته في الكتابة والتأليف والبحث لاجل فتح الآفاق وتعزيز الحوار وبناء جسور التقارب بين الديانتين المسيحية والاسلامية. فبالاضافة الى تأليفه الكتب الرصينة والعميقة في هذا المجال فقد شارك وقدم العديد من الاوراق والابحاث والمحاضرات والمؤتمرات في لبنان وفرنسا وسوريا والجزائر. وعرف دائما بنظرته المحبة للدين الاسلامي.اذ كتب غير مرة:” ما من دين كالاسلام حيث تكريم الانبياء والرسل الذين سبقوا النبي العربي هو من صلب الايمان. والاسلام يفرض على المؤمنين تكريم هؤلاء الانبياء والرسل والايمان بهم. ليس من دين كالاسلام حيث احترام الديانات السماوية التي سبقته يكمن في معنى وجوده واستمراره”.  

طرح اسمه اكثر من مرة كمرشح لرئاسة الجمهورية في لبنان وخصوصا في عام 1970 وعام 1976.

كان نصري سلهب من القامات اللبنانية الراقية والصافية والعميقة التي تشرف المناصب وتزيدها القا.  كان من الذين حازوا ثقة الرئيس فؤاد شهاب رجل الاصلاح والمؤسسات   والنزاهة والحفاظ على الدستور في تاريخ لبنان. واحد الجسور الكبار في الحوار الاسلامي-المسيحي منظورا اليه من تجربة تاريخية حضارية.

توفي نصري سلهب عام 2007 في باريس. وهذه السنة هي مئوية ولادته هو المستحق اعادة التعريف والاعتبار والاضاءة والتقدير على غنى تجربته ومؤلفاته العميقة لان فيها خطا تواصليا اساسه الحوار والتقارب والقيم الانسانية المشتركة التي صنعت جوهر لبنان وصورته. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *