أين اللقاح؟

Views: 441

خليل الخوري 

يتفاقم فيروس Covid-19 ليكشف كم أنّ هذا الوباء يزداد خطورةً خصوصاً في المجتمعات التي تستلشقُ بصحّتها وصحّة الآخرين أفراداً وجماعات.

الواقع أنّ ليس لهذا الفيروس أيّ حدود في سرعة الإنتشار ولا في مُطاولة الفئات الإجتماعية والعمرية التي ينقضّ عليها. وجاءت وفاة الشابة اللبنانية إبنة الـ25 عاماً (برّد الله قلوب ذويها)، وهي لا تُعاني من أيّ داء مزمن، لتؤكّد على قدرة هذا الفيروس على ضرب المصابين الذين ندعو لهم جميعاً بالشفاء العاجل والمعافاة التامة.

الآن وقعت الواقعة في بلدنا وفي العالم قاطبةً. وهي واقعة مروّعة. فثمّة أكثر من سبعة مليارات بشري يشعرون بأنهم عرضة لهجوم من مهاجم غير مرئي بالعين المجرّدة، يقفون أمامه عاجزين، شبه مجرّدين من أي سلاح باستثناء سلاح الكمّامة، التي كثيراً ما يُساء إستخدامها من قبل معظم الناس، كما أشارت سابقاً منظّمة الصحة العالمية.

السلاح الأمضى يُفترض أن يكون اللقاح. أمس أعلنت مصر أنها تعاقدت على 25 مليون جرعة لقاح ستصلها كدفعة أولى تليها دفعات. أي أنها أمّنت الوقاية لنحو ربع الشعب المصري.

أمّا نحن فماذا فعلنا في هذه المواجهة بين الإنسان والوباء؟

قيلَ لنا ذات مرّة إننا نفاوض على نحو مئة ألف جرعة من اللقاح والتفاوض هو مع روسيا، التي حقّقت سَبقاً في هذا المجال، إذ ثمّة إجماع علمي على أنّ اللقاح الذي تُنتجه مختبراتها هو ناجعٌ ومن دون أي آثار جانبية. وهذا في حدّ ذاته إنجاز علمي كبير.

لذلك نُطالب المسؤولين بتزويدنا بالحقيقة الكاملة حول مصير المفاوضات في هذا الشأن. فالشعب يُريد أن يعرف: هل نجحت؟ هل نكتفي بما قيل إنها مئة ألف جرعة؟ نعرف أنّ اللقاح لا يزال إنتاجه دونَ الكميّات الهائلة المطلوبة في كلّ مكان، ولكن عدد سكان لبنان المحدود قد يُشجّع روسيا وسواها على أن تمدّنا بالجرعات الكافية.

وتبقى مسألة البَدَل المادي، وهو كما علمنا ليس باهظاً إذ حُدّد في روسيا بخمسة دولارات للجرعة الواحدة…

ويا أيها المغتربون المُنتشرون، أين أثرياؤكم لا يُبادرون؟ أمّا مُهرّبو الأموال فلن نسألهم، فالمسألة تحتاجُ إلى حسّ وطني وضمير.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *