درهم وقاية

Views: 297

خليل الخوري  

سواءٌ أكان قرار إقفال 111 بلدة وقرية في محلّه أم مُبالغاً فيه، يُفترض أن يكون تنفيذه كاملاً، وإن على مضض. فالقرار لم يُتّخذ نكايةً بهذه القرية وتلك البلدة أو هذا المجلس البلدي وتلك الهيئة الإختيارية. إنه قرارٌ إستوجبه التعامل المسؤول مع ضرورة إعتماد التدابير الإحترازية إن لم يكن في القدرة على مواجهة فيروس كورونا فعلى الأقلّ في التقليل من أضراره.

لقد اجتاحتنا هذه الجائحة، كما فعلَت مع بلدانٍ عديدة في العالم، وبينها تلك المُصنّفة أولى وذات القدرات الضخمة في مختلف المجالات خصوصاً العلميّة.

وربما يكون مطلوباً من اللبنانيين، وبإلحاح، أن يُدركوا أنّ الإستهتار إزاء التعليمات الواجب إعتمادها أدّى إلى هذا القدر من الفلتان عندنا وكذلك عند سوانا. على سبيل المثال، فإنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه، بقي يُكابر طويلاً مُدّعياً أنّ لا جدوى من الكمّامات مُضيفاً بعض التعليقات الساخرة التي باتت معروفة جداً لكثرة إنتشارها على وسائط التواصل الإجتماعي. وكانت النتيجة أنّه أُصيبَ بالكورونا ونقَلَها إلى زوجته أيضاً. فإذا كان رئيس الدولة العظمى الأكبر في العالم لم ينجح في حماية ذاته بسبب إستلشاقه بالتدابير، فهل نقدر نحن على أن نمضي في إدّعاءاتنا الفارغة التي ذكرناها في مقالتنا السابقة؟

ونودّ أن نُشير إلى عدم تقيّد الكثير من البلدات والقرى الـ111 بتدابير الحجر والإقفال أمس، ليس شهادةً لها فهو في غير مصلحتها كي لا نستعمل تعبيراً آخر. وقد يكون البعض منها لا يحتاج إلى الخضوع للحجر، ولكن الإلتزام بالتدابير هو بمثابة درهم الوقاية الذي يوفّر قنطار العلاج.

إنّ المسألة تدخل في ثقافتنا الإجتماعية. فنحن شعبٌ يُفاخر بالسلبيّات كأن يُطلق العيارات النارية في المناسبات الإجتماعية، وهو يُدرك ما يترتّب على ذلك من مآسٍ. ونحن «يُعيّر» بعضنا البعض بالإصابة بالداء والوباء. لذلك نخجل أن نُعلِن عن الإصابة. على ما هنالك من عادات سيّئة… المهمّ أن نتّعظ من الخطورة الكبرى التي يتسبب بها هذا الوباء، وأن نتواضع قليلاً في تعاملنا مع الواقع والحقيقة، وأن نتخلّى عن «العنطزة» والخرافات.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *