جماع الكلمات وجنين القصيدة

Views: 407

جوزيف القصيفي

السماء خيمتك… والغيم مظلة الرجاء … والمطر وعد الينابيع …. والانجم قلادة الفضاء الذهبية… والقمر ينثر ماسه من خلف التلال… بعدما تعمد في كور الابهار… يلملم ما تبقى من ظلال الشمس التي تعرت غاربة نحو الأفق البعيد … وقد غطست رأسها بماء البحر الذي ألقى عليها زبده … مترنحا على إيقاع النسائم المتسللة من مضائق  الدهشة …

ليس للمغيب مواقيت ، ولا للشروق مواعيد في الفصول الملتبسة.  وليس للحب طقوس عندما يتفجر عند صخور الرغبة الجموح…عندها تكون الكلمة للاعصار… بل للزلزال الذي يكسر مقاييس ريختر بعصف شبقه. 

من مضاجعة الأحرف تتشكل الكلمة، ومن جماع الكلمات يتكور جنين القصيدة ، ومن عروق القصيدة ينزف الشعر مخضوبا بحناء الفجاءة. 

لن تصهل افراسك بعد اليوم. ولن  تومض اسيافك.

وستهوي الاسرجة … فلا صوافن، ولا حمحمة. 

ستمضي إلى اللامكان… من دون بوصلة الزمن … ولا ناي يئن بلحن السفر … فتصبح وحيدا انت وحقيبتك… التي وضبت فيها احلامك المؤودة … حملتها في انتظار القطار الذي سيقلك إلى دار غربة تخيلتها، فإذا هي مساحة من رماد … وملعب من غبار…

إلى أين تعدو بحصانك الخشبي يا فارس الرحيل… ويا سوار الصدفة … أعرج حصانك… ومر مذاق الغربة … وانت في العقبة واقف كحمار الشيخ. 

ترتيلة الزمن الذي لن يأتي تخدش حنجرة الانتظار . فحذار أن تقف وحيدا على شاطئ الذكريات ، لئلا يبتلعك موج الشوق.

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. كلمة يجب أنْ تُقالْ,في حقِّ الاْدبِ الرفيعْ لمَّا يُفْرَجُ عنهُ للنورِ بعدَ عجنِهِ وخَبْزِهِ في عقلِ المُفَكِّرْ الأدبيْ … عُنوانٌ عالِ المُستوى (جُماعُ الكلماتْ وجنينُ القصيدة)أتسائل : أهُناكَ أروع او أجمل من هكذا عُنوان؟؟. يُحلِّقُ فوقَ غمامِ الأبجديّةِ لِيَزيدَ رونقاً على جمالِ اللُغةِ العربيّة الصادِحة دوماً صوبَ (العُلا_ى) عنْ يدِ عُظماءَ صرفوا عُمْرَهُمْ في فنِّ تجميلِ الفكرِ العربيْ .