ذئب الشنفرى والذئاب

Views: 1048

د. جوزاف ياغي الجميل

 

مهداة إلى الصديق الأديب جوزيف أبي ضاهر

 

“في فم الذئب” حكمة تُذكّرنا بالمثل القديم: “لا تشرب السم اعتمادا على ما عندك من الترياق.”

وثمة مثل شعبي يقول: “مش كل مرة بتسلم الجرة.”

بين المثل الشعبي والمثل الفصيح ديك يصيح، بل نعامة تخفي رأسها في الرمال لا جبنًا، بل اتقاء للريح. تخفي رأسها لمعرفة مصدر الخطر. وقد أدركت النعامة ما حصل. ويا للأسف.

الذئب عرفناه. ولكن…

من يكون الطائر  المعتدّ بريشه المليح؟

من تكون النعامة؟

وأين موقع الشعب اللبناني المعتدّ بريش جهله والقشور؟

كم نصحناه ألا يختار إلقاء رأسه في فم ممثليه الذئاب فلم يرعَوِ، ولم ينتصح.

كانت النصيحة بجَمل. واليوم لا تقبل بجُمَل.

نصيحة النعامة للشعب ألا يكون إمّعيًا، ليختار حياة القطيع.

ألا يكون غنمة تلقي برأسها تحت سكين الجزار.

نصيحة الأديب جوزيف أبي ضاهر للطائر الشعب أن يضع حجرا في فم الذئب، لا رأسه الوديع.

فالذئاب لا يؤمَن جانبها، ولو أعلنت توبة عن أكل اللحوم.

نصيحة الحكيم اليوسفيّ أن نحذر السياسيّ الذئب النهم إلى الدماء.

أن نحسن تمييز الذئاب التي تأكل خيرات الأرض والسماء…

وتدّعي الوداعة.

ذئاب الغاب قد نحذر أذاها. ولكن كيف نحذر ذئاب الأنام؟

كيف نحذر ذئبا يفتح أشداق جشعه حين ينام؟

أبي ضاهر، حكمتك اليوم حفظناها. ولكن…لمن تتلو المزامير؟

أيها الأديب النبيّ، أما خفت أن يصير بك مثل مالك الحزين، أو مثل الزرقاء؟

تقول كلمتك وتمشي. تحمل على كتفيك ثقيل النعش. فهل مَنْ يَعي ويعتبر؟

جوزيف أبي ضاهر، نرجو أن تفهم ظرفنا القاهر: قد نفضّل الموت في فم ذئب الشنفری، على أن نعيش بين الذئاب.

اللهم، اشهد، فنحن، كل يوم، ذلك نختبر.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *