محراب الألم

Views: 9

لودي جورج الحداد

 

في غيابِكَ،

تسلَّلَ الزَّمهريرُ

إلى أثوابِ الذَّاكرةِ،

هرولْتُ إلى العراءِ

أتدفَّأُ بحنينِ الأمطارْ،

صدحَتْ أفواهُ الصَّمتِ

من وقعِ دقائقِ التَّرقُّبِ،

وانتفضَ أمامَ الشَّمسِ

دويٌّ كالإعصارْ…

سألْتُ الأرصفةَ

عن شكوىً أوجعتْكَ،

عن همسةٍ ساورتْكَ،

عن لحنٍ شجاكَ،

فقالَتْ لي :

الريَّاحُ الغضبى

محَتِ الأسرارْ …

عدْ إليَّ !…

أشعلْتُ اللَّهفةَ

في مواقدِ الرُّوحْ،

رويتُ أغصانَ الحلمِ

بالدَّمعِ المبحوحْ،

خبَّأتُ بهاءَ اللَّيلِ

في معابدِ الدَّيجورْ،

ودفَّأتُ لكَ الوسادةَ

بزفراتِ الشُّموعْ …

في غيابِكَ،

بكتِ المرآةْ،

تجرَّحَتِ الأبوابْ،

كأنَّكَ كنتَ

في محرابِ الألمِ … صلاةْ !!!

 ***

(*) من ديوان  “نفحاتٌ من جليدٍ ونار”  (دارالفارابي)

(Valium)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *