سجلوا عندكم

أولويات لبنانية

Views: 490

خليل الخوري 

ينصبّ الاهتمام العالمي على الانتخابات الرئاسية الأميركية من حيث انتظار إعلان نتائجها رسمياً لمعرفة مخطط الرئيس الحالي دونالد ترامب بالنسبة إلى إجراءات تسليم وتسلّم الرئاسة وما يرافقها من بروتوكولات وأعراف… في هذا الوقت، تبقى همومنا اللبنانية في ذروتها وتتجه أنظارنا إلى مسار تشكيل الحكومة لأن البلد «مكربج» دستورياً وعملياً، في غياب سلطة تنفيذية طبيعية، إذ إن قُدرات حكومة تصريف الأعمال وصلاحياتها محدودة.

صحيح أن اللبنانيين، مَثَلهم مَثَلُ سائر شعوب العالم، تابعوا مجريات العملية الدستورية الأميركية وما تخللها من وقائع أو شابها من هفوات وأخطاء… ولكنهم قلقون على أوضاعهم ومصيرهم…

إن الذين ينتظرون، في لبنان، أن تنعكس التطورات الرئاسية علينا، بشكلٍ مباشر وفعّال، يُخطئون التقدير. فثمة في أميركا خطوطٌ عريضة لا يتجاوزها الرئيس، جمهورياً كان أو ديموقراطياً. وفي طليعة تلك الخطوط – الثوابت، الموقف من إسرائيل الذي شكّل قاسماً مشتركاً شبه الوحيد بين ترامب وبايدن، للمزاودة في سباقٍ مكشوف عنوانه العريض: أيهما الأكثر صهيونيةً من الآخر. وبالتالي، فإن نظرة القيادة الجديدة برئاسة جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط برمّتها، بما فيها لبنان، لن تختلف عن نظرة إدارة دونالد ترامب المستمر في البيت الأبيض حتى الساعة الواحدة من بعد ظهر العشرين من شهر كانون الثاني المقبل (2021).

وعليه، فإن الغرق في أحلام التغيير ليس أكثر من أوهام وحسب. إن أهم ما نحتاج إليه، في هذه المرحلة، هو تسريع خطوات تشكيل حكومةٍ يحوطها حدٌ أدنى من التوافق، وهي التي تنتظرها استحقاقات داهمة كُبرى. أبرزها على سبيل المثال لا الحصر قضايا الفساد، والإصلاحات، ومعالجة شؤون الناس المُلحّة الذين نال منهم الفقر ونهشهم الجوع.

فقبل انتظار تغييرات أميركية جذرية ذات صلة بلبنان، قد لا تحصل، يريد اللبنانيون حلولاً للنفايات والكهرباء والودائع الضائعة والاقتصاد المأزوم بأوجهه كافةً…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *