بين الصبر واللامبالاة

Views: 426

خليل الخوري 

صديقي الديبلوماسي الغربي الذي كثيراً ما أطلعتُ قارئ «الشرق» على رأيه وتحليلاته للتطورات والمستجدات في لبنان، الذي يكنُّ له حباً كبيراً متجذّراً في طواياه، اتصل، أمس، كعادتنا الأسبوعية، منذ أن غادر لبنان، سائلًا عن أحوالنا في هذه العاصفة الجليدية التي تجتاحنا في مرحلة وصفها بأنها الأصعب في تاريخ لبنان، كما يعرفه…

وخلال الحديث المطوّل الذي تبادلناه، تناول «تعليق» الرئيس سعد الحريري نشاطه و»تيار المستقبل» في الحياة السياسية اللبنانية، وأرجعه إلى دوافع ومسبّبات معظمها غير داخلي، وليس الآن وقت الخوض فيها، ولا المجال مجالها في هذه الزاوية، وقال لي: أتذكر ماذا قلت لك عندما كان الشيخ سعد لا يزال مكلّفاً تشكيل الحكومة؟ (…).

إلا أن الحوار دار حول الشعب اللبناني الذي وجّه إليهِ الديبلوماسي الصديق ملاحظاتٍ قاسيةً تجاوزت سقف العتب!.

وفي تقديره أنه لا يوجد شعب في العالم يقف متفرّجاً على تحوّل نمط حياته من رغد العيش إلى ما تحت درجة الفقر، من دون أن يقوم بأي حراك.

وقال بالحرف الواحد، ما ترجمته: أرجوك يا عزيزي أن تصدّق  أنني بكيت جدياً في الليلة الماضية (ليلة الأربعاء- الخميس) عندما اطّلعتُ على تقرير وردني من أحدهم في سفارتنا عن الأحوال الطبيعية في لبنان، وقد أرفقه بصورٍ عن أفراد وعائلات يعانون من البرد والصقيع ألواناً.

وأضاف: تحلُّ بكم النكبات متناسلةً نكباتٍ، وأنتم تتقبلونها وكأنّكم منقادون إليها في غياب كامل تامٍّ عن الوعي… كنتم على نور فصرتم على ظلام، وأنتم راضون. وكنتم على ترَفٍ فبِتّم على شظف عيشٍ، وأنتم قابلون. كما كنتم في هناء ورغدٍ فتحولتم إلى ذيل قائمة البلدان الجائعة، وأنتم لا تعترضون عملياً. فإلى أين، وإلى متى ستبقون خانعين؟!.

وختم: هذا ليس صبراً على الشدة، إنما هو لامبالاة إزاء القهر والإذلال (…).

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *