“قولوا لعين الشمس ما تحماشي” لشادية… أغنية وطنية أم عاطفية؟

سليمان بختي

    قلائل هم الذين يعرفون ان اغنية” قولوا لعين الشمس ما تحماشي” لشادية هي اغنية وطنية بامتياز. وليست اغنية  عاطفية عن البعد و الهجران. ولكن ما هي قصة الاغنية الحقيقية؟

في قرية دنشواي(القريبة من المونوفية)  في مصر زمن الاحتلال البريطاني عام 1906 كان ستة جنود انكليز يلتهون بصيد الحمام فقتلوا سيدة مصرية. وفي اخر النهار يموت احد الجنود جراء ضربة شمس. شكل الانكليز محكمة عينوا على رأسها احد رجالاتهم بطرس غالي الذي حكم على اربعة مصريين ظلما بالاعدام او الجلد. وعلى اخرين بالاشغال الشاقة المؤبدة. فجرت هذه المحاكمة الظالمة غضبا شعبيا عارما. كافأ الانكليز بطرس باشا غالي على خدماته وموافقته على مد قناة السويس  لصالحهم بتعيينه رئيسا  للوزراء.

 

   ابراهيم الورداني، شاب مصري يعود من اوروبا بعد تخصصه بالصيدلة. عقد العزم على النضال ضد المحتل الانكليزي وعلى رفض مشاريع الهيمنة و المشاركة في الحركات السرية المقاومة للاحتلال. وقرر الانتقام من الظلم الذي اصاب شعبه. في 21 شباط 1910 اطلق ابراهيم الورداني ست رصاصات من مسدسه على بطرس غالي وارداه قتيلا. حكم على الورداني بالاعدام. انتفض المصريون ضد الحكم وخرجوا بمظاهرات في كل انحاء مصر وهم ينشدون “قولوا لعين الشمس ما تحماشي/ لحسن غزال البرصابح ماشي”.

 بعد سنوات كتب الشاعر مجدي نجيب المطلع الاول مع تغيير العبارات و لحنها بليغ حمدي وغنتها شادية في اداء متقن و جميل.

 

اما الكلمات فتقول:

 قولوا لعين الشمس ما تحماشي

لحسن حبيب القلب صابح ماشي

يا حمام يا حمام طير قبلوا قوام يا حمام

ويا ناس لو غاب يا ناس

خلوه يبعتلي كلام والاه بقولها وهو ما يدراشي

ومن بعدو طعم الدنيا ما يحلاشي

قولوا لعين الشمس ما تحماشي.