عندما أحببتَ الله

Views: 159

د. جميل الدويهي

 

من الكتاب الفكريّ الرابع- يصدر أواخر عام 2021

 

التقيتُ بك في ساحة المهرجان. لم أكن أعرفك من قبل. وفهمتُ من لهجتك أنّك إنسان غريب…

سألتُك: هل تريد مساعدة؟

قلتَ: نعم… لقد تعبتُ من السفر، وأطلب مكاناً للإقامة.

لم يكن في الفندق غرفة شاغرة، ففي أيّام الأعياد هذه، تغصّ المدينة بالزائرين، ويصبح العثور على غرفة من ضروب المستحيل.

أخذتُك إلى منزلي، وعرّفتك بزوجتي وأبنائي. وقدّمتْ إليك امرأتي الطعام والماء. وأقمتَ عندنا ثلاثة أيّام، قبل أن تودّعَنا وتعود إلى ديارك.

وبينما كنّا نترافق إلى المدينة، حيث محطّة القطار، كان العمّال يُكنّسون الشوارع، ويزيلون أشرطة الزينة عن الأشجار، فقد انتهى العيد… ولم يبقَ منه إلاّ صدى موسيقى، وآثار أقدام المحتفلين، وبعض أطفال يلعبون في الشمس.

قلتَ لي: جميلٌ أنّكم تنعمون بالسلام في هذه الناحية…

أجبتُك: نعم… نحن ننعم بالسلام… وإنّ الذين يتحاربون هم مهرّجون، وسحَرة، وعبيد صغار… ديانتي تحرّم القتل… فقتلُ الجسد هو  انكسارٌ للروح فينا.

فرحتَ بما نطقتُ به أمامك، وقلتَ لي: ليست عند قومي ديانة، لكنّنا نحبّ الله… ولست أختلف عنك.

قلت لك، وأنت تبتعد لكي تستقلّ القطار: لا تنسَ يا زارا، أنّك أخي قبل أن يكون لك دين، وعندما أحببتَ الله أصبحت جزءاً منّي… أستودعك الله.

(https://www.napavalley.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *