نحو عالم جديد (2) … وما بعد ترامب
خليل الخوري
تحدثنا أمس، عن العالم الجديد، ما بعد فيروس كوفيد-19. وقد بدأ المحللون وكبراء السياسة يتحدثون عن العالم ما بعد انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب. ليس «على قاعدة الشيء بالشيء يُذكر»، إنما بالتوافق الزمني.
ويبدو أن ثمة تشابهاً، إذ إن فيروس كورونا لن ينتهي، إنما سيكون تحت «الكنترول»، إِن باللقحات التي باتت موجودة أو بالدواء الواعد. أما الرئيس دونالد ترامب، فليس ما يؤكد، حتى الساعة، أنه مُقتنع ظاهرياً على الأقل، بأن دوره في البيت الأبيض سينتهي في العشرين من كانون الثاني 2021 المُقبل. فما أن يُعلن، بخجل، أنه سيسلّم المكتب البيضاوي إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، حتى يعود ليضع شروطاً عرقوبية، ترتكز على «نزاهة وصدقية فرز الأصوات» التي لا تزال عمليتها متواصلة، ما يدعو إلى الدهشة في بلد يُفترض أنه يتقدّم العالم في الممارسة الديموقراطية.
رهاناتٌ كثيرة على ما بعد ترامب. حتى نحن، في لبنان، «بلا زغرة»، ربما نكون ننتظر الإدارة الأميركية الجديدة لنعيد تشكيل سلطتنا التنفيذية. والمضحك – المبكي أن الجميع عندنا ينتظرون العشرين من كانون الثاني بلهفةٍ وقلق، وإن كان كل طرفٍ يعيش قلق الانتظار والترقّب من زاوية مختلفة ولأهدافٍ متناقضة.
الملوك والرؤساء وقادة الدول، من أوروبا إلى الصين، مروراً بإيران، ينتظرون ذلك الموعد الأميركي، وفي خلفية كلٍ منهم حساباتٌ خاصة. فأوروبا يهمّها أن يذهب ترامب إلى غير رجعةٍ رئاسية، لترتاح من هذا الحليف المزعج. أما الصين، فبينها وبينه ثاراتٌ اقتصادية. أما إيران فتُراهن على عودة الروح إلى الاتفاق النووي مُستندةً إلى تصريحاتٍ مبهمة ممن يُفترض أن يكونوا من أركان الإدارة الجديدة، إضافة إلى الهاجس المزمن: العقوبات الصارمة.
وكما أن أحداً لا يُـمكنه الجزم بما ستكون عليه الحال المشتركة صحياً واقتصادياً في مرحلة ما بعد كورونا، فإن أحداً لا يمكنه، في المقابل، أن يجزم بما ستكون عليه توجّهات إدارة بايدن، باستثناء الموقف الثابت من الاسرائيلي الذي يُزاود فيه الرؤساء الأميركيون على بعضهم، وقد «تفوّق» ترامب في إعطاء الدولة العبرية مما لا يملك. وأما بايدن، فبلغ الذروة بقوله: «أنا أول صهيوني في العالم».
من كورونا إلى ترامب، وما بعدهما، عالمٌ متحوّل باستثناء ثابتة وحيدة: العرب في سُباتٍ عميق.
