قداس الدهشة… قراءة في قصيدة الشاعر مارون أبو شقرا

Views: 1164

د. جوزاف ياغي الجميل

 

“قْزازو اندَوَخ من قطْر لمساتِك،

تَشْتَش طرَب، لمّا صبيعِك باس!!!

بْخَدُّو انحَفَر موّال ناياتِك…

..قبل الخَلْق… كنتي مَ صُرتي ناس،

وإيدِك سَما… وشي بلّش القدّاس…

قولي.. كَمَشتي الليل؟؟؟ وحياتِك؟؟

متل مَنِّك كامشِه هالكاس؟؟؟

وبقْيِت عَ وجُّو نجوم، بصماتِك؟؟؟!!!”

                                                   م.أ.ش

***

دهشة.. عنوان رأيته مناسبا لهذه القصيدة التي حاكها الشاعر مارون أبو شقرا من خيوط الهمس.

دهشة اللغة التائهة في أساطير الخيال. دهشة انحراف الكون عن مداره البيضاوي إلى بياض ألوان الإحساس.

دهشة الكأس وهي تعاقر الموج الضوئي، في مجرة الأريج النوراني.

وتمتد الدهشة لتنبت جذورها في سماء كون تولد أكوانا.

زجاج الدهشة أثملته أغاريد البوح.

نايات أفراح الندى عرشت على أمسيات الروح.

وبين زجاج اللون الفيروزي وناي الغاب الجبراني تسامقت أحلام الورد النيساني العاشق.

هي البداية في كون يبحث عن أزليته.

هي المصب وقد عانق النهر أهازيج المسافة بين خافقيه ويومها الثامن.

قبل الخلق كانت.. وكان الله نبراس الوجود في عالم اللاوجود.

قبل لحظة الإشراق كانت دهشة الله توقه المطلق إلى فرح الولادة من رحم الذكريات.

قبل الجنون انسدلت آيات حلمها لمح انتظار واحتظار.

يدها السماء..وسماء الله آيات من الكوكب الدري يلوح على جدائل حبه الصباح.

أي صباح ينتظر أبدية الحرف كي يولم الحبر في بحيرة العرفان؟!

أي رياح تتولد رياحا، في عبق الموج الناري الأحداق؟

أية حورية تكمش الليل، تروض فخاره جواد هنيهات؟

ويرسم الزمان العاري كأفكار الجواري لمحا من التوق/الشوق بصمة على وجنة العنفوان في خمارة الأثير.

بصمات حب تخط دماءها ظلال أشعار تداعب النور في كهف الحياة.

بصمات عطر تاقها الموج فانعكست مرايا الإبداع.

بصمات جنون تسيل من بين أناملها ارتعاشات المدى القدسي كأغنية فيروزية الهمسات.

بين زجاج الدوار والمدار حلم أسوار وأسرار وسوار.

بين موال شاعر صنع الفلك فخار طوفان النهدات.

وحين تختزل الهنيهات في قصيد يبدأ فعل خلق جديد، شعاره الإنسان غاية الغايات.

عاشقا كان شاعر الخلق. وعشقه اللحن البديع.

تائها كان الندى، في بوتقة الواحة الكونية الخطرات.

مارون أبو شقرا، أيها العاشق الأوليسي، كم يروق لنا أن نفك وثاقك، كي تجذبك أنغام ليلكة البحر المجنون!

حري بنا أن نرتاح معك، بعد خلق ووصال.

وفي جعبة الوجد تكسر النصال على النصال.

نصال حب هي، تولد دهشة فاقت السحر والبحر والأمنيات.رأفة بنا أيها الشاعر الأشقر.

رفقا بأشعار الحلم، يا عروسة السكر.

فشاعر الحلم يمتطي الدهشة،إلى قداس البوح حيث يشتعل نداء القداس، وفرح الفكر والحواس.

مارون أبو شقرا، كم نغبط في قصائد حبك دهشة البصمات!

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *