شَكْوَى
نجيب محبوب
(المغرب)
حَبيبَتي،
مَا عَادَ الْقَلْبُ حِمْلا لِلْاِحْتِرَاقِ،
وَلَا الْعَيْنُ فَيْضًا لِرَجْعِ الآهات.
فَالسَّهْمُ، سَهْمُكِ حَبيبَتي
اِخْتَرَقَ الْحُجُبَ
فَسَالَتْ مِنْ رَشْحِهِ الْعَبَرَاتْ.
وَأَنَّتْ مِنْ وَجَعِهِ جَائِش الْجِرَاحَاتْ.
فَعِدِينِي يَا قَاتِلَتِي
بِالْوِصَالِ.
ولا تشِيحِي بِجُفُونِك عَنِّي .
لَعَّلَ خَزْرَةً مِنْكِ لِنَارِ جَوَانِحي
مُزْنٌ سَخِيّةُ الدَّمْعِ وَ السَّجَم.
واعْلَمِي يا مُعَذّبَتِي،
فَإنَّ البَيْنَ ،وَإِنْ يَكُ زَنَد الصَّبَابَة ِ
ومَلْذُوذ الوُجْد، لَظَى
ونَأْيُ مَزَارٍ.
ومَا تَعَودتُ،
لأن لِي قَلْباً آل ألَّا يَدُقّ نَبْضُهُ
حَتَّى يَغْتَسِلَ بِطِيبِ سَنَا
طَلْقِ مُحَيّاكِ .
وَأَقِلّي اللَّوْمَ حَبيبَتِي،
حَتَّى أَبَرَأَ مِنْ جُرْحِ السُّؤَالِ.
وَشَجَنِ الْوَجْدِ وَ الْمُوَّال
وَإِلَّا فَدَمِي وَدُموعِي لَكِ
مِنَ التُّرَابِ إِلَى التُّرَابِ.
شَهِيدَا شَهِيدا فِي مِحْرَابِ حُبِّكِ الْجَائِرِ.