افتتاح “أسبوع القدس عاصمة فلسطين”

Views: 542

افتتحت هيئة المعماريين العرب في اتحاد المهندسين العرب “أسبوع القدس عاصمة فلسطين” الذي عقد جلساته افتراضيا على منصة ZOOM، بمشاركة الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب الدكتور عادل الحديثي، رئيس هيئة المعماريين العرب النقيب المعمار جاد تابت، نقيب المهندسين الأردنيين المعمار احمد سمارة الزعبي، ورئيس اتحاد المهندسين الفلسطينيين الوزير مجدي الصالح وحشد من المهندسين المشاركين افتراضيا عبر موقع نقابة المهندسين وتطبيق zoom.

مرتضى

بدأ الحلقة رئيس رابطة التنظيم المدني في نقابة المهندسين في بيروت المعمار فراس مرتضى الذي قال: “في أسبوع القدس عاصمة فلسطين” نحاول ان نجتمع لنفقه القدس ثقافيا ادبيا، اجتماعيا ومعماريا، القدس لنا، هي الصرخة التي تهدم جدار الاستعمار هي الصفحة هي الصرخة في وجه الاستعمار والفصل العنصري هي كيف ننزع قميص الهزيمة المتهللة عنها، هي حرية المعتقد، هي طريقنا الى كل العالم العربي الى مصر وسوريا الى الأردن وصولا الى موريتانيا وكل دول الخليج العربي وكل العالم، وطريق العالم الينا الى كل الأقطار العربية، القدس فينا ان لا ثقوب في ارضنا القدس وشوشة تاريخنا في آذاننا. القدس هي اتجاه افق”.

وختم: “بعد 3 سنوات من العمل والتحضير لنقوم بإنجاز المسابقة والآن يكون الختام لهذه المرحلة ويبقى العمل، ولا تنتهي محاولاتنا وعملنا الدؤوب في هذا الحراك المعرفي الذي بدأ في جمعية عامة في هيئة المعماريين العرب ويستمر”.

تابت

وألقى النقيب المعمار تابت كلمة قال فيها: “أطلقت فكرة العمل على تنظيم نشاط حول إعادة احياء القدس بعد جلاء الاحتلال في الجمعية العمومية التي انعقدت في عمان شهر كانون الأول 2017 انتخبت رئيسا لهيئة المعماريين العرب في اتحاد المهندسين العرب”.

وأضاف: “عملنا خلال سنتين على بلورة هذه الفكرة وتطويرها عبر تنظيم نشاطين متكاملين:
– من جهة إطلاق مسابقة افكار معمارية مدينيه حول تصور إعادة أعمار القدس بعد جلاء الاحتلال من أجل إحداث حراك معرفي حول القدس وفلسطين، وإتاحة الفرصة امام المهندسين والمعماريين للتعرف الى واقع المدينة وطرح أفكارهم عن إمكان تطورها المستقبلي بعد ان تستعيد دورها عاصمة لدولة فلسطين.

ومن جهة أخرى، تنظيم مؤتمر يعالج واقع مدينة القدس اليوم من النواحي التاريخية والثقافية والتراثية كافة وظروف عيش أبنائها والتحديات التي يواجهونها وآلية صمودهم في وجه الاحتلال والمحاولات المستمرة لتشويه وتحوير هوية المدينة التي تكومن عبر العصور”.

ولفت الى ان “هذا النشاط استكمال للمبادرة التي أطلقتها الهيئة تحت رئاسة النقيب الراحل عاصم سلام بتنظيم مؤتمر القدس الآن منذ 20 عاما”.

وختم: “يأتي أسبوع القدس الذي نفتتحه اليوم ليذكرنا بأن مقاومة هذا المشروع ترتكز، في الأساس، على التاريخ والجغرافيا وذاكرة الماضي التي هي منحوتة في الحجارة وفي أوجه سكان فلسطين وسكان القدس وصمودهم في وجه الاحتلال. ويأتي هذا الأسبوع ليؤكد أن رفضنا للخضوع لابتزاز الأمر الواقع وتمسكنا المطلق بمبادئ الحرية والعدالة يرتكزان على موقع القدس في الضمير العربي، هذا الموقع الذي لا يمكن ان تلغيه لا الصفقات ولا المساومات، والذي يرسم لنا افق التحرير مهما طال الزمن”.

الزعبي

والقى النقيب الزعبي كلمة استهلها بالقول: “جئت واياكم الليلة الى ظل القدس نلملم ارواحنا التي تشظت على عتبات الصبر والتعثر والتهاون والتخاذل والتآمر والخيانات، والقدس قناديل لا تنطفئ. سعينا في نقابة المهندسين الأردنيين عبر السنوات الماضية الى ان نوفي باليسير بالحق في اعناقنا عبر حفلة سنوية لدعم صمود الاهل وتقديم الواجب عبر ترميم بيوت القدس القديمة حفاظا على الهوية المقدسية ضمن مشاريع عديدة نفذتها نقابة المهندسين الأردنيين بدعم كريم من شعبنا الأردني الأصيل تجاوزت قيمتها حتى اللحظة اكثر من 8 ملايين دينار، وهي تستعد اليوم لإطلاق حملة جديدة بعنوان “فلشعل قناديل صموها”، متطلعين الى مزيد من عمليات الترميم لمساعدة المقدسيين على الثبات على ارضها وحماية الهوية والتاريخ، وفي حديث الروح القدس لدى الأردنيين ممنوعة من الصرف ومساحة اصيلة من الروح وثابتة من ثوابت الحلم والمشروع والرؤى. والاردنيون فلسطينيون ايمانا وقضية وحلم وحدة في الروح من اجل فلسطين ومن اجل الأردن أيضا”.

وأضاف: “اما حديث السياسة فالإيجاز فيه أولى من الاستفاضة، فالعناوين مكتوبة في دفاترنا وعقولنا والدم المشترك بين الأردنيين والفلسطينيين يرسم المصير المشترك حيث الحق فلسطين كل فلسطين، لا تنازل عن ارض ولا بديل لأرض، وزوال الاحتلال حق، والدولة الحرة حق، والعودة الحرة حق والتوقيع مرفوض شكلا ومضمونا. وفي ظل هذه العناوين تمسي تسوياتهم السياسية تحت ما يسمى “صفقة القرن” وغيرها مرفوضة وغير قابلة للحياة. فجوهر الصراع كان وسيبقى وجوديا وسنرى بعيون عربية لا يقطعها السراب العدو عدوا”.

الصالح

بدوره، لفت الصالح الى ان “الوطن العربي يئن من حال الهوان والضياع وفقدان الهوية والانتماء. وهذه الحالة هي التي يريدها أعداء الامة لنا ليتسنى لهم ضرب كل إمكان للنهوض العربي وليتسنى لهم مصادرة مقدرات امتنا المادية والاقتصادية والاجتماعية. اننا على رغم ذلك ندرك ان هذه الحالة موقتة، لقد مرت الامة بفترة شبيهة الا انها اثبتت، عبر التاريخ، القدرة على النهوض والانطلاق لان هذه هي سنة الحياة والتاريخ، فشعوبنا العربية واتحاداتهم لا زالت وستبقى نابضة بالعنفوان والكرامة. ولعل الدور الذي يقوم به اتحاد المهندسين العرب لهو دليل على ان نخبة الامة ومثقفيها سيبقون في طليعة المدافعين عن قضايا الامة وثوابتها من اجل تقدم شعوبها ورفاهيتها”.

وأضاف: “ضمن هذا الإطار تأتي هذه الندوة المهمة، والتي تأتي أيضا في ذروة الهجمة الأميركية والصهيونية على القدس بمقدساتها ومعالمها وتراثها وثقافتها. انهم يسعون الى حسم المعركة نهائيا في القدس. نعم ان المعركة الآن في القدس تكتسب أهمية استثنائية وهذا يستدعي أكثر من أي وقت مضى لحشد كل الطاقات الجهود والإمكانات من اجل التصدي لهذه الهجمة والتي تستند أيضا، وللأسف، الى حال الهوان العربي”.

وختم: ” ضمن هذه العجالة، اود ان اضع بعض المقترحات امام اتحادنا ضرورة ان نبادر للاتصال مع كل الاتحادات المهنية العربية من اجل بلورة وثيقة عهد وشرف للقدس، تحدد ثوابت الامة للقدس والوفاء لها لتكون جزءا من وجدان الشعوب تتناقلها عبر الأجيال ولتكون صوت هذه الشعوب الحية والتواقة الى كرامتها”.

وتوجه باقتراح الى هيئة المعماريين “لمناقشة انتاج فيلم توثيقي وتعليمي بتقنيات عالية عن تطور الهندسة المعمارية عبر التاريخ القدس نموذجا ليكون أحد المراجع في جامعاتنا وجامعات العالم اجمع، ويؤكد رسالتنا الحضارية في الحفاظ على القدس وتاريخها ونحن فلسطين جاهزون لتقديم كل دعم ممكن”.

الحديثي

وقال الدكتور الحديثي: “ان هذا المؤتمر القدس عاصمة فلسطين يحتل أهمية خاصة في ظل ما تمر به القضية الفلسطينية وقدسها الشريف من تآمر وترد وهرولة عربية لتنفيذ الأوامر الأميركية لمصلحة الكيان الصهيوني المجرم المغتصب الذي تمادى واصبح اكثر تماديا في هذا الزمن الرديء من تاريخ امتنا”.

أضاف: “كنا سنكون أكثر سعادة لو عقد هذا المؤتمر كما هو مخطط له في ريو دي جنيرو في البرازيل خلال انعقاد الجمعية العمومية لاتحاد المعماريين في ظل تظاهرة عربية كبرى، لكن الظروف الصحية التي تجتاح العالم تيرافقها صعوبة في التنقل”.

ورأى “ضرورة عقد هذا المؤتمر في السنة كما خطط له مرافقا لاجتماعات الجمعية العمومية للمعماريين، ويمكن الجنة التحضيرية ان تتوسع بإضافة ارواق عمل جديدة تتطلبها المرحلة وتطورات القضية الفلسطينية وان تتناول التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والتحولات الديموغرافية التي فرضها الكيان الصهيوني”.

وختم: “نحن المهندسين العرب مؤمنون بان فلسطين كل فلسطين وعاصمتها القدس كل القدس ستعود الى أهلها عربية، مهما طال الزمن، بارداة اهل الأرض في فلسطين وتكاتفهم ووحدتهم الوطنية ودعم امتهم العربية واحرار العالم على رغم كل قوى الاستكبار والجبروت، وسيعود علم فلسطين ليرفرف فوق القدس”.

الجعبي

وتحدث الدكتور نظمي الجعبي من القدس عن المحور السياسي الاجتماعي، وقال: “نحن اليوم نواجه بعض المتصهينين العرب الذين بدأوا يشككون بتراثنا الثقافي ومكان بيت المقدس وقدسية المسجد الأقصى وبدأت أصوات نشاز من هنا وهناك، مستغلة هذا الزمن السيئ المتردي الذي يعيشه العالم العربي. ومع كل اسف، لا بد من الوصول الى العالم العربي بطريقة مختلفة”.

وأضاف: “قد تكون الأدوات التي استعملناها في الدفاع عن رواية القدس غير كافية، قبل أسبوع زرت البلدة القديمة وكان الموقف حزينا اذ كانت كل الأسواق مغلقة منذ عام كامل، واتحدث عن 3000 عائلة أصبحت بلا عمل، ما جعلني ان افكر بمعاني إضافية للقدس عن المعاني الرمزية السياسية والثقافية والمعمارية واللائحة طويلة. لكن القدس اليوم بلا ناس وحياة، البلدة القديمة اليوم يعيش فيها 40 الف نسمة 37 الف فلسطيني و3000 مستوطن على رغم 53 عاما من العمل الاستيطاني الكثيف واستخدمت فيه كل الأدوات للسيطرة على العقارات والجزء الأكبر من البلدة القديمة مصادر بقرار 1969 وتسميته بالحي اليهودي، اما العقارات التي سيطر عليها الاحتلال فبلغت حتى الآن 80 عقارا 40 منها ملكية يهودية قبل 1948، فرغم كل الملايين التي استعملت لم يحصلوا الا على 40 عقارا منذ 1948 من خلال تزوير أوراق وسماسرة خونة ومصادرة”.

وتابع: “الداخل الى البلدية القديمة يلاحظ ان 53 عاما من الاحتلال لم يستطع السيطرة على تاريخها. مشهدها الثقافي العربي الإسلامي المسيحي حتى الحي المقتطع معزول تماما ولا تمت الى البلدة القديمة، وبالتالي من الناحية العمرانية والاقتصادية لا يشكل جزءا من البلدة القديمة. حتى في الحارة اليهودية 87 في المئة أملاك غير يهودية”.

الجلسات

وتناولت الدكتورة رانيا الياس من القدس “التحدي الثقافي، فيما تحدث الياس الخوري من لبنان عن “القدس في الادب” وسليم تماري من فلسطين عن “مركزية القدس الثقافية في نهاية الفترة العثمانية وخلال فترة الانتداب”.

وحاضرت الدكتورة هويدا الحارثي من السعودية عن “إعادة اعمار القدس في العهدين الايوبي والمملوكي”، فيما تحدثت مديرة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي – اليونسكو الدكتورة شادية طوقان عن “ترميم البلدة القديمة وتأهيلها”، وتناول النقيب تابت “القدس استثناء، الموقع المميز لمدينة القدس القديمة في لائحة التراث العالمية لمنظمة اليونسكو”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *