طير يحلِّق في عمق الفضاء

Views: 126

وفيق غريزي

 

الظمأ الرهيب يقتلني 

يطلب الارتواء

بخمرة تخدر الحواس 

لا أحد يفهمني 

بين السكارى الأغبياء.

حلمتُ في احدى الليالي 

انني احوك رداء من حجر 

نظرة المرأة الغريبة 

تنسلّ نحوي بوشاحها الاحمر 

الحصان المجنّح الخمري ينطلق 

إلى سماء خرافية/ كونية 

نمت في فراش الطفولة 

شعرت اليقين 

رقدت على وسادة الرجولة 

لوث براءتي الأبالسة والشياطين.

***

بلا انقطاع تهتاج قربي الذئاب 

تطفو مثل اشباح الجحيم

ازدردهم… 

يحرقون رئتي 

بذرائع سافل حقير 

جثة مقطوعة العنق واللسان 

عل فراش ترشح منه الدماء 

تشربها الحيتان .

***

الرؤى التي تولد من رحم الظلام 

تبهر العيون 

تحوك لنا أثواباً من ريش النعام 

مثل زهرة ذابلة.. خالية من الأفكار 

تنتقل من العيون، إلى خلف المدار 

ابحث عن غبطة عطرة 

مزيّنة بالقبلات 

تسكر الملائكة الغارقة في

بحر السبات.

***

دمي ينساب من جراحي كالأنهار 

مثل ينبوع الضياء من مسامات النهار 

اسمعه يجري بصمت وسكون 

أتفحص نفسي لأعرف من اكون 

يعبر الموت الحقول والوديان 

يحوّل حجارة الأرصفة الى جزر 

من الياقوت والمرجان

يُطفىء عطش كل الكائنات

يلوّن الأشياء بالإرجوان .

***

كثيرا ما اشتهي الخمرة المقدّسة 

في اقبية الكهان 

لأخدر الرعب الذي يقلقني 

من أقدم الأزمان 

بحثت في رياض الحب 

عن احلام نفسي 

الحب عندي فراش شوك 

يكفّن جسدي في العراء 

وليس في الرمس 

امام الطبيعة افتح حقيبة الأسرار 

اثير فضول البصائر والأبصار 

مدية فكري تنغرز في القلب

غيمة سوداء تحجب وجه الضياء .

***

قلبي طير يرفرف في غبطة 

يحلّق حرًا في عمق الفضاء 

خالعا ثوب الهموم 

سفينة تبحر نحو السماء 

الخالية من الغيوم 

كرجل ثمل من خمرة الكروم 

تحت الأقدام تثغو قطعانها الأغنام 

عيونها تحوم، تطوف في كل مكان

جلّاد محاطا بما يشبه الانسان . 

***

في جزيرة عشتروت لم أجد شيئا 

سوى مقصلة رمزية لقطع 

الرؤوس والصدور

يا إلهي امنحني القوة والغفران 

كي أتأمل نفسي 

بلا خوف ولا خذلان 

هابيل يهدهده ملاك 

قايين يتخبط في الهلاك 

هذه مشيئة رب السماء 

قذفه القدر إلى حظيرة البهائم 

من بيئة الإنسان……

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *