جورج شكُّور مبتهلا في قصيدته الجديدة “شَجَرة الميلاد”: وسلامٌ سادَ أرْجاءَ الوُجُودْ/ ساعةَ الميلادِ ميلادِ يَسُوعا!
جورج شكُّور
شَجَرُ الميلادِ ما أَجْملَها!
زيَّنتْ بَيْتِيَ منها شَجَرَهْ
أَرْزةٌ، والليلُ قد كلَّلها
بالنُّجُومِ الزُّهْرِ تُغْرِي قَمَرَهْ
* * *
أَغْصُنٌ خُضْرٌ كَأَيْدٍ تُرْفَعُ
بِصَلاةٍ لِسَماءٍ تَضْرَعُ
المَصابيحُ بها ساطعةٌ
مِثْلَما ماسُ الثُّريَّا يَسْطَعُ
* * *
وعَلى ذُرْوتها تَهْدِي المَجُوسْ
صَوْبَ مَهْدِ الطِّفْلِ في قلبِ مَغارَةْ
يا لَها مِنْ نَجمةٍ مِثْلَ الشُّموسْ!
هِيَ رَمْزُ الوَعْد، والوَعْدُ بِشارةْ
* * *
وعَلَيها مِنْ رُمُوزٍ جَرَسُ
لِخَروفٍ ضائعٍ راحَ يُدَقُّ
صَوْتُهُ الصَّادِحُ سامٍ قُدُسُ
فَرَحٌ يَدْعُو إلى مَنْ هو حَقُّ …
* * *
وشُمُوٌع بَعْضُ نُور اللهِ ضاءْ
يَنْزِعُ الظُّلمةَ شَعْشاعَ الدُّرَرْ
هَيَ ذِكْرَى الحُبِّ مِيلادِ الرَّجاءْ
بيَسوع النُّور أو فادي البَشَرْ…
* * *
وبها الإكْليلُ رَمْزٌ لِلْخُلُودْ
ولِحُبِّ اللهِ للنَّاسِ جميعا
وسلامٌ سادَ أرْجاءَ الوُجُودْ
ساعةَ الميلادِ ميلادِ يَسُوعا!
* * *
وفَراشاتٌ كَأَرْواحٍ تَحُومْ
هيَ بينَ النَّاسِ أَسْبابُ صِلاتْ
وأَمانٌ صادقُ الوُدّ يَدُومْ
وهِباتٌ مِنْ هُدَى رَبِّ الهِباتْ
* * *
وكُرًى تُوحي بأنَّ العالَما
كُلَّهُ مُبْتَّهِجٌ يَحْتَفِلُ
بالمسيح الحَقَّ، طفلاً قادما
والبَرايا خُشَّعٌ تَبْتَهِلُ…
* * *
وكَمِثْلِ البيتِ هاتيكَ المَغارَةْ
إنَّما لا بَهْجةٌ، لا مَعْبَدُ
سادَها الفَقرُ، وزانَتْها الطَّهارَةْ
ومَسيحٌ يَحْتَويِهِ مِذْودُ…
* * *
يُوسُفٌ كانَ، وكانتْ مَرْيمُ
ومَجُوسٌ مِنْ كِبار الأغنياءْ
كُلُّهُمْ قالُوا: يَسُوُع الأعْظَمُ
وَحْدَهُ الرَّاعي مَلِيكُ العُظماءْ
* * *
والمَواشي حَوْلَهُ تَنْتَقِلُ
تُرْسِلُ الدِّفءَ بأنفاسِ الحنينْ
وسَلامٌ سائدٌ مُبْتهِلُ
سالَ عَذبًا من قُلُوبِ المؤمِنينْ…
* * *
حَضَرَ الرَّبُّ بأَسْرابِ الملائكْ
ظَلَّلتْ أَجْنُحُها جَوَّ المكانْ
وتَجَلَّى دُونَ عَرْشٍ وأَرائكْ
وآبتدا التَّاريخُ من ذاكَ الزَّمانْ