اعذروني…
يامن صعب
اعذروني…
أيّها السيّدات والسادة
اليوم لن أقولَ غزلًا
على عكس ما جرت العادة
فمحكمة الحبّ
استدعتني للإفادة
وأصدرت بحقّي
مذكّرة توقيف…
اجتمع المجلس الأعلى
بحضور كلّ القادة
وقرّروا بالإجماع
بلا تردّد ولا هوادة
مصادرة قصائدي
وخنقها…
وحرقها…
أصدروا بحقِّها
حكمَ إبادة!!!
اعذروني…
اعذروني أيّها السيّدات والسادة
اليوم لن أقولَ غزلًا
فهم لا يعرفون
أنّني عاشق بلا هويّة
وبلا أوراق ثبوتيّة
ولا شهادة ميلاد
ولا أيّ شهادة
لا يعرفون
أنّني المجنون
وإذا ماتت قصيدة
من قصائدي
أعلن العمر كلّه حدادا
أحوّل كلّ الجدران صفحاتي
أشبعها شعرًا ومدادا
لا يعلمون أنّ
العشق يدخل خلسة
ويسكن بيننا
ويحتلّنا دون أن ندري
كحصان طروادة
يحوّل أيّامنا أعيادا
ونطير ونجول
وكأنّ العمر منطادا
فالعاشق معفى من
تأشيرات الدخول
يدخل أوطانًا
يعبر بلادا…
لا يعرفون أن عالم الحبّ
عالم بلا قوانين
لا رئيس فيه
ولا مرؤوس
لا مدراء ولا أسيادا
والكلّ يصغي للقلب
إذا القلب نادى
اعذروني…
فأنا دخلت منذ زمنٍ…
دخلت زنزانتي بنفسي
بملء الإرادة
حوّلتها صومعتي
أفترشت أرضها قصائدي
جمعت كتبي وسادة
اعذروني…
اليوم لن أقول غزلًا
سأتحدّى اللّاوعي
سأسير عكس القاعدة
سأخالف العادة
ففي عالمي…
الحبّ تصوّف
وتطرّف…
وسوء تصرّف
وكفرٌ وعبادة
وهزيمة وانتصار
واحتضار وانتظار
وانصهار وموت وولادة
اعذروني…
اعذروني أيّها السيّدات والسادة
اليوم لن أقولَ غزلًا
لكن قصائدي
ستبقى تنبض عشقًا
ولو حوّلوها رمادا…
تحية طيبة وبعد
نص جميل فيه إيقاع موسيقي واضح المعالم
لكن هناك خطأ يرجى التنبه إلية في جملة
وكأن العمر منطادا
والاصح منطادٌ لأنها خبر كأنّ
وإلى الأمام