ستصير المدينة خراباً

Views: 18

 خليل الخوري 

 كنت أتأمل في الكتاب المقدّس، العهد القديم، فوقعت مصادفةً في الصفحة 1212 على نبوءة إرميا وقرأت بعض الآيات، فوجدتني أمام مشهد لبنان اليوم، مع أن تلك النبوءات تعود إلى أكثر 2400 سنة.

في مخاطبة الرؤساء والقضاة (3- من 1 إلى 7) يقول: عليكم أن تعرفوا الحق! (لأنكم) تبغضون الخير وتُحبون الشر فتنزعون الجلد عن شعبي وتُجرّدون اللحم عن عظامه. تسلخونه وتأكلون لحمه وتُهشّمون عظامه تهشيماً… فتستنجدون بالرب ولا يُعينكم، ويحجب وجهه لسوء أفعالكم. وقال الرب على الأنبياء الذين يُضللون شعبه، ويُنادون بالسلام: إذا كان لهم ما ينهشونه بأسنانهم، ويفرضون الحرب على من لا يملأ أفواههم. يكون ليلكم بلا رؤيا. وظلامكم من دون عِرافة. فتغرب الشمس وعليهم يظلم النهار (…)

وفي (3- من 9 إلى 10)، ودائماً في مخاطبة الرؤساء والقضاة، أقتبس: يا من تمقتون العدل وتُعوّجون كل استقامة وتبنون (المدينة) بالماء وبالجور، فرؤساؤها يحكمون بالرشوة وكهنتها يُعلمون بالإجرة. أنبياؤها يتنبأون بالفضة ويعتمدون على الرب قائلين: «الرب قائم في وسطنا فلا يحل بنا شر». بسببهم تصير المدينة خراباً وجبل بيت الرب وعراً.

وفي (2- من 8 إلى 11): لكنكم كعدوٍ تقومون على شعبي، تنزعون الرداء عن العابرين (…) تطردون نساء شعبي من البيوت وتحرمون أطفالهنّ عظمتي… قوموا اذهبوا من هنا، لا راحة لكم في أرضي لأنها حبلت بالدنس وامتلأت بكم فساداً. لو راح أحدٌ ينطق بالكذب ويهذي لكان نبي هذا الشعب.

أكتفي بهذا القدر من الاقتباس لآياتٍ موجّهة أصلاً إلى بني إسرائيل ورؤسائهم وحكامهم وقضاتهم الفاسدين، مدّعي القداسة، متمسحين بأعتاب الدين زوراً وبهتاناً، فيما «المدينة» تُهدم وتُحرق والناس يقبعون في الظلم جياعاً عُراةً

كم تنطبق هذه النبوءة على أوضاعنا!

(https://fujifilm-x.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *