ميّاس

Views: 121

خليل الخوري

مثلنا مثل الأكثرية الساحقة من اللبنانيين لسنا على معرفة شخصية بالسيد شرفان، المشرف على فرقة «ميّاس» اللبنانية، التي أبهرت الملايين حول العالم، بالعرض المدهش الذي قدّمته على مسرح «أميركا غوت تالنت»، وهو أشهر وأكبر المسارح في العالم قاطبة، والذي يطمح أصحاب المواهب المميزة، على اختلاف أنواعها، بمجرد الوقوف عليه، نظراً للشهرة التي يمكنهم الحصول عليها في الزوايا الأربع من المعمورة.

شرفان شاب لبناني مغمور يتحلى بموهبة فنية بدأت تتجلى فيه منذ نعومة أظفاره، إلى أن اتجه إلى المجال الاستعراضي، وأخذ يتجلّى ويشتغل على ذاته، مستعيناً بمجموعة من الصبايا اللواتي توسم فيهن براعم قابلة للتفتح زهرات فوّاحة، فعمل عليهن، مبرزاً المواهب التي يتمتعن بها ذاتياً وجماعة.

وانطلاقاً من التصميم والعزم والإرادة الصلبة، والثقة الراسخة بأن المستحيل ممنوع، واستناداً إلى أفكار فذّة من هذا الشاب وحفنة من معاونيه، تمّ التوصل إلى فكرة معينة أشرك شرفان فيها فرقة ضخمة مؤلّفة من ستٍّ وثلاثين فتاة لبنانية من الجامعيات. وبدأ العمل بكد وجد وإصرار، على امتداد أشهر طويلة… بالرغم من الكورونا والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يجتازها لبنان.

وعندما اقتنعت الفرقة ومديرها بأن العمل أصبح جاهزاً، اتصل شرفان بالمسؤولين عن البرنامج الاستعراضي الأكثر شهرة الذين وافقوا على اشتراك الفرقة اللبنانية بعد الاطلاع على حيثياتها…

وكان ما كان ممّا عرفناه عن العرض الأول المبهر الذي قدمته الفرقة في ظهورها الأول الذي استحق الضغط على الزر الذهبي.

فجر أمس قدمت فتياتنا عرض المنافسة في نصف النهائي، ووضع اللبنانيون أيديهم على قلوبهم وهم يتذكرون قول كبير أعضاء لجنة الحكم، بعد الحضور اللبناني الأول: لقد تغلبتن ايتها السيدات على أنفسكن بدا العرض الأكثر من رائع، فهل من زيادة لمستزيد؟!.

وبالفعل زادَ المستزيد السيد شرفان وقدّم فجر يوم أمس (بتوقيت بيروت) العرض الثاني، فإذا به خرافي الروعة والعظمة والفكرة الخلّاقة، ما أدهش اللجنة الحكم الذين صفّقوا وقوفاً طويلًا وأجمعوا على أن صبايا لبنان قدّمن عرضاً لا يُجارى، ولم يشهد مسرحهم، طوال تاريخه،  ما يوازيه أهمية واتقاناً… وانتقلت الفرقة إلى النهائي، وهي بحاجة ماسة إلى التصويت من أهلها في لبنان، بينما تنافس فرقاً تنتمي إلى بلدان تعداد سكان كل منها مئات الملايين…

ويا أيها المسؤولون، يمكن أن يُقال لكم الكثير، ونكتفي اليوم بهذه الكلمات: اخجلوا من أنفسكم وأنتم تذبحون لبنان، واعتزوا بفرقة «مياس» التي قدمت الوطن غير المعذّب، إلى العالم بأبهى الوجوه والصوَر.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *