أينك يا بائع الضمير؟ أفتّش عنك..

Views: 663

أوجيني عبود الحايك

 

على سراج شحيح.. أنادي عليك في ظلام الليالي.. أينك لا تقترب؟

أين طيفك الغائب؟

هل تصمّ اذنيك عن الموجوعين والجائعين والمنكوبين؟

هل تشعر ببرد المشرّدين وبالمسجونين في سجن العوَز القاهر؟

هل تسمع الشجن والنحيب؟

هل ترى الصغيرة تنظر من النافذة إلى النجوم وتوشوشها هديّة العيد..

هل ترى دمار الأبنية والنفوس

ولحظات العمر الثمينة الراقدة بين الحطام؟…

هل ترى غربان الشؤم السوداء تنقضّ على أرزاق الناس..

ودمية القماش الملطّخة بالدماء..

والنوافذ المكسورة المزخرفة بألوان الأجيال مشرّعة للزمهرير ..

والعجوز على فراشه البارد يتأمّل تصدّع منزله.. هل يسامح أو يدين؟

يبكي، أو يضحك كالمجنون…

أينك أيها الضمير لا تسمع النحيب…

أين تختبئ؟

أريد أن أراك.. تعال نذهب معًا إلى وطني المسروق كي ترى بأمّ عينيك وجع الناس ومعاناتهم.. أريدك أن تعيش ما يعيشونه وترى التهميش والاهمال، وتسمع الوعود الكاذبة التي خدّرت مشاعرهم.. علّك ترى الحقيقة كما هي وتذهب إلى قصور المسؤولين تطرق أبوابهم وتخبرهم عن الجحيم الذي تركوا شعبهم فيه.. عن الوجع.. والغضب واليأس والحرمان.. عن رغيف البيادر الذي يحترق بنار الجشع فأصبحت أدوية الأعصاب قوت اليوم..عن رفوف مؤونة فارغة..عن عائلات تعيش الفقر المدقع..عن القحط والغلاء.. عن كبار يودّعون بصمت.. عن موت الأحلام.. عن السماسرة والعملاء والمرتشين .. أخبرهم عن البيوت المدمّرة وشظايا الذكريات الموجعة الباقية في زوايا البال. أخبرهم عن شعب يموت في الثانية وهم صمّ لا يسمعون أو يسألون أو يهتّمّون أو يواسون.. كبّلهم بسلاسل حديدية وخذهم إلى الساحات العامّة.. حاكمهم بعدل أيها الضمير ولينل ْ كلّ مذنب جزاءه والحرّ المستقيم يبقى أمثولة شهامة ووفاء.. ردّ الفرح والحياة إلى بلدي لبنان ولتقرع أجراس العيد عاليًا هذا العام.. أرجوك لا تخذلني أيّها الضمير ..                                                          

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *