إلى الربيع

Views: 534

 خليل الخوري 

 هل هي نهاية معاناة التأليف؟ بهذا السؤال ختمنا عجالة أمس مُستدركين أن الأجواء الإيجابية التي تحدّث عنها الرئيس المكلّف سعد الحريري قد لا تبلغ خواتيمها المرجوّة كون اللبنانيين الذين حرقهم الحليب باتوا يخشون اللبن، ولأن التجارب المرّة علّمتهم جيداً أمثولة «الفول في المكيول».

من أسفٍ شديد أن حقل تفاؤل الرئيس سعد الحريري بالتشكيل قبل عيد الميلاد، الذي يحلّ غداً، لم يُطابق بيدر الألعاب السياسية، فجاءت النتيجة مُخيّبة للآمال.

كان لافتاً أمس، بعد الجولة الرابعة عشرة من «التشاور الدستوري» في قصر بعبدا، الانطباع المباشر من الرئيس المكلّف بأن «السياسيين» لم يُسهّلوا التأليف.

قال الرئيس الحريري وكرر بضع مرّات إنه يريد كذا والرئيس عون يُريده، وبأنه يقول بكذا والرئيس يقول به، وأنه متوافق بكذا وكذا مع الرئيس… فلماذا لم تصدر مراسيم تشكيل الحكومة بعد؟ وإذا كانا متّفقَين، واتفاقهما موجَب في النص الدستوري، فلماذا لم يُنجز التأليف حتى الساعة؟

يقولون إن على الحكومة أن تنال ثقة المجلس النيابي، وهذا أضعف الإيمان في نظامنا الديموقراطي، وبالتالي إذا كان السياسيون الذين يُديرون كتل الأكثرية النيابية غير موافقين، فمن الصعب أن تمرّ الثقة. ولكن أليس من حل لهذه المعادلة؟ ومن هو الذي يوجّه ويؤثّر في الأكثرية النيابية؟ طبعاً الجواب واضح وصريح ومعروف، إنه في حارة حريك.

واستطراداً: هل بات حتمياً تأجيل تشكيل الحكومة بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في إدارة بايدن، خصوصاً وأن بعض أركانها أعلن التمسّك بالاتفاق النووي مع إيران، فهل يؤدي ذلك كله إلى تجميد تأليف حكومة لبنان، ليس إلى 20 كانون الثاني المُقبل، بل إلى الربيع على الأقل بانتظار أن يرسم بايدن خريطة أولوياته العديدة.

فهل يحتمل لبنان هكذا انتظاراً طويلاً؟

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *