نسمة الأحلام… قراءة في قصيدة طوني الحاج

Views: 727

د. جوزاف ياغي الجميل

 “تتقاذفني أمواجي أمدُ نصفي

فيقطفني الحنينُ كأني  نجمٌ ألهَبَ

الآفاق.

أصواتٌ هنا آلامٌ هناك يا نسمةَ الأحلامِ.

أوراقُ خريفٍ أَسْأَمَها  تلاصقُ الأخشابِ

ومحيطاتُ الأنا عزفُ أوتارٍ أصْدَأها تعاقبُ الأيامِ

مناداةٌ صيرت عبقَ الربيع منصهرًا في بوتقة واحدة اسمها الحرية. وقبطان الحرية ياطر وشمعدان .

بذاتي

يا أجملَ الأحلام أوراقًا تناثرها اصفرارُ

عباراتي”.

                                               د. طوني الحاج

***

أمواج تعانق زورق السندباد.  والبحر هدار تمتطيه الأقدار.

هي أمواج الحب تصطخب في القلب، تعانق أحلام الصب، وغربة الدار.

بين الشاعر الدكتور طوني الحاج وبركان الموج عناق، وأشواق.

أي نصف يعلنه الشاعر عنوانا للحنين؟

بل أي حنين يقطف الكل، ويغري بالتسامي، إلى كهف النجوم.

بين أفق الشعر والمشاعر المثقلة بالنجوى لقاء ونقاء.

بين أصوات القلب وآلام الفكر ارتقاء.

وحين تنكسر المرايا والظلال، ينحني الشاعر العاشق أحلام البقاء.

ويختصر النسيم خريف الحياة.

لم يعد في شجرة البوح إلا الذكريات.

سأم، صدأ، وعزف أوتار الحياة. كيف تخترق النفسَ أغاريدُ المتاهات؟

هي الحياة محيطات صحو ومطر. كيف يرمي المرساة من برته أقلام الخطر؟

وتنحسر الظلال في مواجهة الأنوار العرفانية.

كيف تحول الخريف إلى ربيع؟

إنه الحب في الذات، وصوت اللقاء/ النقاء.

إنه القلب الشقي كأنغام القدر.

وينحسر الضباب عن مرآة الذات.

بين حلم الربيع وواقع النجوى حوار أين منه ارتقاء الياسمين.

في بيدر الصحو ائتلاف رسائل يمحوها الضباب. لونها الأصفر يحترف انتظار المستحيل.

في بيدق المطر اعتقال لحظات أريجها الجنون.

في قبلة الحلم اعتراف باقتراف. تتحول الأرقام نتائج آهات

وخارج إطار الأرقام، تنحدر دمعتان، على وجنتي الليل. تتأجج النيران في البركان الفضي. تشرق حلبة الموج، على ارتعاشة غروب.

وأذوب…

يذوب لجين الضوء بين القمر وعيني الشاعر الدكتور طوني الحاج. لجين يعيد الورق مساحات من الضوء، بلا قرار.

موج / لهب، آلام/ أحلام. خريف ونداء.

ويبقى الحلم بوحا، في متاهات عينيها اللتين بلون الغرق.

بين خريف الشاعر والربيع عبق أمنيات.

بين أوراقه الصفراء وعباراته المرصعة بالنسيم ائتلاف واختلاف. كأن البوح عرس عينيها وأعراس السهر المجنون.

بين الأصوات /النوم،  الحلم/ المناداة يسترق البعد الثالث أنغام الريح، ويولم عبث الصحراء، وواحة الندم وعمر المسافات. تحتفظ الأعماق بالليل المقفى، في شوارع السكون.

ما أجمل أوراق خريفك، أيها الصديق الصدوق. أوراقك ليست صفراء، بل حمراء، بلون القلب، بل زرقاء بلون الحب، بل خضراء بعطر اللب. خريفك ليس أشجارا جرداء عارية، بل أغصان مثقلة بالغلال، والخمر في القلال. خريفك هيكل صلاة، ومعبد مناجاة. وأبعد من حدود مكانك والزمان شمعة وشمعدان، بل يوحنا المعمدان، يحضر طريق الحب في قلوب عارفيك والأصدقاء.

صديقي الدكتور طوني الحاج، شكرا لله أني عرفتك، ذات حياة، وشربت من روافد حبك. وليس صحيحا أننا لا نشرب من النهر مرتين؛ فنهر محبتك فياض وخالد، لأنه منبع للإيمان. وحيث الإيمان لا موت، بل حياة، ولا خريف بل عمر مثقل بثمار الوفاء.

صديقي الغالي، طوبى لك لأنك باسم الحب، والحرية، والحرف،  ناديناك، فلبيت النداء.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *