المجلس الثقافي في بلاد جبيل يكرّم د.إلهام كلّاب… مُبدعة من بلاد الأبجديّة

Views: 316

ضمن سلسلة لقاءات أدبية وثقافية تحت عنوان “لقاء مع  مبدع” نظم المجلس الثقافي في بلاد جبيل-اللجنة الأدبية حفل تكريم للدكتورة إلهام كلَّاب، رئيسة جامعة اللَّا عُنف وحقوق الإنسان ورئيسة جمعيَّة اللُّبنانيَّات الجامعيَّات، تخلله توقيع  كتابها “أغصان وجذور”.

شارك في اللّقاء أ. توفيق صفير، رئيس المجلس الثَّقافيّ في بلاد جبيل؛ د. سهيل مطر، عضو مجلس التَّعليم العالي؛ د. حسن حيدر، منسّق لجنة التَّربية؛ د. رحاب الحلو، منسّقة اللَّجنة الأدبيَّة. 

تلا اللّقاء إعلان اللَّجنة الأدبيَّة في المجلس الثَّقافيّ في بلاد جبيل عن مسابقتها للعام ٢۰٢۳ حول الأديبة عفيفة كرم.

في نهاية اللقاء سلم المجلس  بكامل أعضاءالهيئة الإدارية إضافة إلى الرئيس والمؤسس المحامي الأديب الدكتور فيليب أبي فاضل  الدكتورة إلهام كلّاب  درع المجلس الثَّقافيّ في بلاد جُبيل وشهادة الشكر والتقديرو فاء لعطاءاتها وتكريمًا لجهودها التربوية الثقافية الأدبية والعلمية.

 

د. رحاب الحلو

افتتحت اللقاء د. رحاب الحلو بكلمة  مما جاء فيها: رغم الضائقة الاقتصادية التي تعصف بنا قررنا في المجلس الثقافي في بلاد جبيل مواصلة الاحتفاء بالإبداع الإنساني وبالدكتورة إلهام كلّاب وبكتابها أغصان وجذور ناظرين إلى الكون من منظورها، حديقة إلهية وترابًا خصبًا وفصولا يانعة  ونطلق معا مسابقة الأديبة عفيفة كرم تحضيرًا لمئوية وفاتها في العام 2024 ولتسليط الضوء على المبدعين في مجالات الأدب الإنشائي الإلقاء الرسم الإخراج والتمثيل. بحيث سيقام معرض فني حول مئوية وفاة عفيفة كرم يتضمن أعمال المتبارين الذين سيشاركون في المسابقة. فأهلا وسهلا بكم في رحاب المجلس الثقافي لبلاد جبيل لنحتفي بمبدعة من بلاد الأبجدية وأريج الزهور كيف لا ونحن في شهر آذار شهر المرأة وأزهار السوسن وإلهام كلاب سوسنة بلاد جبيل العابقة بشغف الحب والنضال وبالتمرد على النمطية فكانت ولا تزال في كتاباتها وفي المناصب التي تبوأتها صوت كل امرأة ليس بإمكانها رفع الصوت أو تأكيد الحضور أو المطالبة بحق فأهلا وسهلا بها.

 

توفيق صفير

بعد ذلك تكلم الأستاذ توفيق صفير وقال: تتساءلون ما سبب غيابكم عن الساحة الثقافية نردّ أزمة يتوالد منها أزمات تجبرنا قسرًا.

تعلمون أن الطائر الغريد لحظة تقوى العاصفة يصمت . لحظة يتكاثر الصيادون يصمت يشدو حزينًا ينتظر ينتظر. 

نعلم أن الأوطان لا تستمرّ إن لم تُحصّن بالثقافة . الثقافة ليست عناوين الثقافة ممارسة، التزام، أخلاق.

المثقف الحر يتنفس حرية، الحبر الحر عطر. الحبر المرتهن سم. بتضامننا برؤيتنا المستقبلية نأمل أن نساهم نحو الأفضل.

نحن نسير على خطى من سبقنا. اختلاف بالرأي دون خلاف الكلمة الحرة إكليل غار على رؤوسنا.

لم ولن ندخل في زواريب السياسة.

نناقش الفكر السياسي بتدرّج.

كنا وسنبقى ونحن عدنا وباكورة نشاطاتنا مع رائدة من رائدات بلاد اللواتي تركن بصمات يحتذى بها ثقافة، رفعة أخلاق، تواضعًا على علو مليئة محبة، إنها الدكتورة إلهام البساط.

أهلا وسهلا بك في بيتك وأهلا وسهلا بكم. 

واسمحوا لي أن أشكر الدكتور جهاد نعمان على تقديمه لمكتبة المجلس نحو 60 كتابًا. 

 

سهيل مطر

تلاه د. سهيل مطر الذي قال في كلمته:

أيّها الأصدقاء

شكراً للمجلس الثقافي في بلاد جبيل، بشخص الصديق توفيق صفير رجل الكلمة والإيمان واللاعنف وشكراً للزملاء الأصدقاء، وإلى هذه الصبيّة الغنيّة بالرحابة والحلاوة:  الدكتورة رحاب الحلو.

أيّها الأصدقاء

إلهام وكفى، لا ألقاب، ولا مناصب، ولا مجاملات:

أسامينا…  شو تعبو أهالينا تَلاقوها وشو افتكرو فينا

 الأسامي كلام شو خصّ الكلام عينينا هنّي أسامينا.

أهلها، رفيق وجوزفين، لم يتعبا في تسميتها، منذ أن أطلّت على النور، شاهدا إلهاماً في عينيها، فكانت:  إلهام.

كتابها الأخير:  أغصان وجذور.  أخطأت في العنوان.  لو عاد لي حقّ اختيار العنوان لسمّيت الكتاب:  جسور وجذور.  الجذور هم:  عمشيت، جبيل، الآباء والأجداد، القلعة، الأدراج، مار يوحنا مرقص وسيّدة البوّابة، وآرنست رينان…

أمّا الجسور، فصدّقوني، هي الجسر، إلهام، جسر نحو الحضارة والفنّ والجمال، وصوتها يخاطب طلاّبها، وما أكثرهم:

يعبرون الجسر في الصبح خفافا

من كهوف الشرق

من مستنقع الشرق

إلى الشرق الجديد

أضلعي امتدّت لهم جسراً وطيد.

وفي إهدائهالي هذا الكتاب، قالت:  يا صديق العمر،

صديق؟  وأنتِ لا الصديقة فحسب، بل الزميلة والأخت والحبيبة.

أمّا العمر؟  ما لنا وللعمر يا إلهام:

تعا تنتخبّى من درب الأعمار وإذا هنّي كبروا ونحنا بقينا زغار

سألونا وين كنتو ليش ما كبرتو إنتو

منقلّن نسينا ولّي نادى الناس تيكبرو الناس

راح ونسي ينادينا.

واسمحوا لي أن أكون حكواتي لدقيقتين:

آتٍ أنا من الجرد، لا أحمل إلاّ الحلم وعروسة السكّر وصلوات أمّي، أتقدّم، بعد حيازتي، شهادة الفلسفة، إلى معهد المعلّمين العالي، والمكافأة 90 ليرة شهرياً كمنحة دراسيّة، وكم كنّا بحاجة.  جرى الامتحان لحوالي 70 طالباً، كنت أنتظر وأنا الجرديّ أن أكون الأوّل، ولكن فجأة، ظهرت النتائج:  الأولى هي إلهام كلاّب.  من هي؟  منذ تلك اللحظة صار همّي أن أسابق إلهام:  وبعض السباق غيرة وقهر وحبّ.

إلهام تدرس، تتابع، تحصر الصفوف، أمّا أنا فأتلهّى:  جهل وانتخابات طلاّبيّة ورئيس الرابطة وإضرابات ومراهقة.  كانت تساعدني، وكم نقلت عنها.

وبعد ثلاث سنوات، نتقدّم إلى الامتحان الأخير الخطّي:  مفاجأة:  نجحت في الامتحانات، ينتفض عميد الكليّة، وهو معلّمي، وكنت أقدّره وأعجب بشخصيّته، الدكتور أحمد مكّي؛ لا يمكن؟  كيف نجح؟  كان يقضي وقته في الكافيتريا أو في المظاهرات.  ولكن يبقى الامتحان الشفهي، وأنا سأمتحنه.

وفي الامتحان بين يديّ الدكتور مكّي، فشلت في الإجابة على أسئلته الصعبة، فقال أمام الجميع:  نلتقي في تشرين.

صدّقوني، انتفضت إلهام، وصعدت إلى الطابق السابع لتقول للعميد:  لا يجوز، حرام عميد، سهيل لا يستحقّ، صحيح كان يقود الإضرابات ولكن لا يستحقّ الرسوب.

وبعد جدال مع العميد، قرّر أن يعيد لي الامتحان وأن أنجح.

إلهام، لا أنسى، وشكراً مع مفعول رجعي.

انتهى زمن الجامعة اللبنانيّة، تطير إلهام:  عصفورة جبيل تتشاجر مع القفص، تحطّم، تخرج، تطير، والعالم كلّه، مروراً بباريس، مسرح لها.

ليس المهمّ، أيّها الأصدقاء، أن نحطّم جدرانَ السجن، الأهمّ أن نخرج من سجن لا جدران له.

إلهام كانت المثال:  هي الصبيّة – الثورة، كانت أحلامنا أكبر منّا وأغنى.  نريد التغيير، تمزيق الأقنعة، نمشي على شفير الهاوية والهوى، نعمل في الليل وفي النهار، نكتب، نرفع أصواتنا، نتظاهر، وبدموعنا نكتب اليافطات، وإذا دخلت إلهام، وهي النموذج أو إذا دخلنا إلى صفّ لندرّس طلاّبنا، كنّا نعلّمهم أنّ الله أكبر، صحيح؟  ولكنّ حبّ الأرض أكبر، حبّ الناس أكبر، الحياة وقفة كرامة وعزّـ “اللّا” أجمل من “النعم”، وإنّنا بحاجة إلى قادة لا إلى قوّادين، وإنّنا بحاجة إلى عظماء لا إلى زعماء، وأنّ لبنان دور وليس جغرافيا، وفجأة:  أطلقوا الرصاص علينا:  أسكتوا نحن نفكّر عنكم…  وفكّروا، فكّروا كثيراً، ولا يزالون يفكّرون إلى أن أوصلونا إلى هنا…

أجل، تكسّرت الأجنحة، ولكن إلهام صمدت في نضالها، في مقاومتها، في شراسة التحدّي.  هي، في الجامعات، في الأونسكو، في جمعيّات متعدّدة، هي هي، ثائرة على الطائفيّة، على المناطقيّة، على التمييز العنصري والجنسيّ، وتقف، كالأرزة، رئيسة لجامعة اللّاعنف وحقوق الإنسان، وتستمرّ كما عرفتها، سبّاقة، امرأة عظيمة، نبيلة، راقية وأميرة الكلمات.

معك، يا إلهام نحن، في أيّ موقع، اللّاعنف هو طريقنا، أسكتوا هذه الأصوات الصارخة بالحقد والفساد والكذب، إنزعوا هذه الأسلحة:  رصاص القلم أقوى من رصاص المسدّس.

أجل، يا إلهام:  المرأة التي لا تُضيء مَن حولها ومِن حولها، هي إشاعة كاذبة.

المرأة التي لا تُحِبّ ولا تُحَبّ، هي مسودّة امرأة.

السيّدة التي لا تتمرّى بالشعر، ولا تتكحّل بالقصيدة، هي لوحة باهتة، لا    

  تخترق الذاكرة ولا التاريخ.

وأنتِ تلك المرأة.

شكراً لك، ختمتِ تقديم كتابك لي، بالقول:  أستعيد معك غزارة الذكريات وألقها، ومرارة الدموع وحرقتها.

الله، يا إلهام، كم أنتِ وأنا في وجع، يا ليت الدموع تتكلّم، ولكنّنا سنتابع الطريق:

فأنـــا هنـــا جــــرح الهـــــوى           وهناك في وطني جراح.

ما لنا وللجراح، سنتابع الطريق، ومع رنا وجاد، سنبني وطن المحبّة والحريّة، ولن نسقط ولن نتراجع، ومن كلّ قلبي، أقول لك، أمام الجميع:  أنا أحبّك من الآن وإلى دهر الداهرين.  آمين.

***

في ختام كلمته  تسلم  د. سهيل مطر شهادة شكر وتقدير من المجلس.

 

حسن حيدر

من ثم ألقى د. حسن حيدر كلمة استهلها بقصيدة قصيدة لامارتين “بحيرة الحب” وتابع:

بإلهام من المجلس الثقافي ووحي وتسهيل من أعضائه  وحسن تدبير من المهتمين وبتوفيق من الله حلقنا في سماء القيم الإنسانية السامية اليوم.

من أين أبدأ بكلامي وأنت يا دكتورة متواضعة أنت

في هذا اليوم تجتمع الكلمات ثم تتبعثر، تترتّب ثم تتناثر، تزدحم العبارات ثم تتفرّق. تحضر معاجم اللغة وأمهات الكتب ثم تتوارى، تنحني هامات الجبال الشامخة تطأطئ السماء رأسها خجل وتكاد أن تدنو لتقبّل الأرض، وعلى هذه الأرض وفي هذا المكان نلتقي الدكتورة إلهام كلّاب البساط معكم.

إنها جبيلية وطنية لبنانية عربية  مسلمة مسيحية إنسانيه هذا الاسم المتماهي مع دورها في مجالات الحياة

إلهام هو الإيحاء الوحي ولم يكن هناك دين سماوي أو أرضي إلا ويعتمد على الوحي والإلهام.

كلّاب يعني الكماشة. كلاليب النجار تعني آلات تقلع بها المسامير وهي مهنة الوالد الذي ارتقى بها إلى مستوى الفن الإنساني.

البساط هو ما يستند إليه الإنسان في جلوسه وافتراشِه الأرض والدكتورة إلهام ألهمت كل طلابها ومحبيها والأجيال بوحي القيم الإنسانيّة وضعت على بساط البحث كل ما يوحد الناس وسحبت البساط من تحت المتطفلين وضعفاء النفوس.  

وأنت يا دكتورة إلهام تكملين دور أجدادنا عابري البحار وزارعي زهور العولمة  الإنسانية ومخترعي الأبجدية ومؤسسي الحضارة الكونية.

تقول في الصفحة 106: ومن نافذة مكتبي التي تطل على أفتح مصراعيها كل صباح على قلعة جبيل وآثارها تنفتح لي صفحات من التاريخ السحيق ومن الحضارات القديمة صاغتها الشعوب المتتالية على هذه الأرض الرحبة والعميقة.

كانت تحضر القداس وتقرأ رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنتس ولكنني أطلب إليكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تقولو جميعكم قولا واحِدًا ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين بجسم واحد ورأس واحد.

أصدرت مع عائلتها جريدة أسبوعية سمتها الصحيفة المنزلية ثم مجلة شهرية أسمتها أضواء أي الأنوار الساطعة والمشعة وأضاءت المصابيح والقناديل.

انتقلت إلى الجامعة اللبنانية كانت مصنع الناس  ونالت إجازة في اللغة العربية في العصر الذهبي عندما كان لبنان سويسرا الشرق.

درست الفن في باريس وكانت الأيام سعيدة وعودتها من باريس جعلتها مثالا يحتذى لكل فتاة تطمح إلى اختراق جدار التقاليد تقول: بعد عودتي من باريس أردت أن أكون صوت كل امرأة ليس بإمكانها رفع الصوت أو تأكيد الحضور أو المطالبة بحق.

عملت في الإذاعة والتلفزيون يوم كانت هنا بيروت هنا لبنان وكانت وسيلة تواصل بين الثقافات والمفاهيم والحوار وتفاعل الأذواق والأمزجة.

انتمت إلى جمعيات ثقافية ونسائية وحضرت مؤتمرات ثم قدمت صورة المرأة التي كانت تطبخ فقط في الكتب المدرسية وأظهرت بأن وراء كل رجل عظيم امرأة وعملت على المساواة بين الرجل والمرأة واحترام حقوق الإنسان والحريات بلا تمييز أو تفريق حتى أصبحت المساواة بين الجنسين جزءًا من القانون الدولي لحقوق الإنسان بأن جميع البشر يولدون أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق.

ثم عمدت إلى التعليم في الجامعات والجامعة اللبنانية الكلمة المقدسة كلمة الله والكلمة عند الله والكلمة الله…

سارت دكتورة إلهام على درب الإنسانية عكس السير الطائفي وتزوجت من الدكتور هشام البساط فانضم تاريخ جبيل إلى تاريخ صيدا وماج النحل وغطى على الأبجدية ونشر عسله في ثنايا الكون… لقد تم تجاوز كلالانتماءات  لتصل إلى المواطنة والإنسانية لتصبح هي مع عائلتها مصهرًا وطنيًا وإنسانيًا…

أسست د. إلهام المركز الدولي لعلوم الإنسان تعزيزًا للثقافة الإنسانية وكانت مديرته  نتيجة اكتناز عينيّ من أحجار جبيل العتيقة والتشبع من تاريخها الغابر العريق.

تطل اليونسكو على الأديان والحضارات الشمولية،  لم تكن الطوائف أساس حياة التي تواصلت على مرّ الزمن الذي أعطينا من خلاله الأبجدية للعالم وأرسلنا الحضارة إلى أوروبا والعالم من شرائع حمورابي إلى مدرسة بيروت للحقوق رؤيتنا الحضارية واحدة  مستمرة ومتراكمة في وعينا التاريخي ولنعرف أن فينيقيا التي أشرقت من جبيل وصور وصيدون وأرسلت شمسًا حضارية هي ذاتها في أرواد ورأس شمرا وأوغاريت مصدر الأبجدية هي  وامتدت حتى سيناء وكانت فلسطين أرض الميعاد. واللبنانيون يتمتعون بميزة ووحدة مسار الحياة المستمرة والمصير الواحد الذي يعود إلى وحدة التراث الديني المشترك.

الحضارات لا تتشكل إلا بالتواصل والتفاعل مع إنسان واحد والمتجدد في سعيه نحو المطلق اسمته بعض الحضارات وأسميناه نحن الواحد الأحد.

إن المرأة يا دكتورة كالقيثارة لا تعطي ألحانها إلا لمن يتقن العزف على أوتارها كونك امرأة عليك أن تعلمي أنك نصف الحياة إنك بياض إنك فصل الربيع وقطرة غيث

أطال الله بعمرك يا دكتورة إلهام حتى تبقى إلهامًا تستوحي منه الأجيال وبساطًا تستند وتستريح إليه.

 

رنا البساط

في ختام اللقاء شرحت الرسامة التشكيلية لوحة غلاف “أغصان وجذور” التي هي بريشتها وقالت:

“أنا فخورة بأن لوجتي تزين غلاف كتاب السيرة الذاتية لوالدتي. هذه اللوحة الملونة هي عبارة عن 4 شجرات حور أمام شرفة منزلنا كان زرعها جدي رفيق. حبيت إحفظ ذكراهم بعدما قست العواصف عليهم وأرسمن. حافظت باللون الأبيض على أشكال الأغصان المتعانقة ووضعتن قدام بانوراما من الألوان اللي حافظت من خلالها مثلا على الأصفر الرايق النقي، على أخضر الربيع، على ألوان  أوراق الشجر في الخريف، على تموجات البحر، على السماء فوق البحر قبل العاصفة، خاصة على الغروب اللي بيكون مختلف كل ليلة، وبجرب أحفظا حتى توحيلي بلوحاتي.

بما إنو أنا كمان بنت مدينة وزعت مسافة اللوحة عا شكل مربعات متواصلة ومتقاطعة كأنو أغصان الشجر بتتحدى بناية المدينة.

اليوم عم نحتفل بوالدتي التي رسمتها مرة طايرة وحاملة معها باقة زهور من جبيل معلقة فين جذورن حتى وين ما رسيوا ينبتوا.

 والليلة كمان اسمحوا لي استرجع حدثين مهمين الي بين الفرح والحزن الليلة بتكون ليلة عيد مار يوسف وعيد ستي جوزفين الحنونة والذكية وكانت مرجع لكل العيلة، وكمان ذكرى غياب والدي هشام البساط اللي ربانا على الصدق والقيم والمحبة. هيدي الحياة بتعطينا وبتعلمنا وبتكبرنا. بدي اختم كلمتي بفرح مع بخور مريم بقدمو لوالدتي.

بعد إلقاء كلمتها تسلمت الرسامة التشكيلية رنا البساط شهادة شكر وتقدير من المجلس.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *