يخاف من زهرة صغيرة

سليمان بختي

  1- كل صباح اتذكر ذلك العصفور الذي كان يبدأ العزف لوحده ثم تتبعه كل الكمانجات. ولكني اذكر ما قاله ايضا مولانا جلال الدين الرومي: “لا تترك هذا الصباح. لا تتركه من غير ان تلقي نظرة على قلبك، فالذين نسوا قلوبهم في الصباحات، نسوا شمسهم التي لا تغيب”.

  2 -الحياة مع الكورونا تشبه “المباراة بلا جمهور” مع حكم سيئ  وصورة مشوشة طوال الوقت. انها كما قال ابو عنتر صديق غوار الطوشي “بلا فكاهة ولا مازية”.

3 – الانسان في لبنان خائف. من الامس واليوم والغد والذي يليه. تسك ركبتاه. يخاف من الحرب ومن المجاعة ومن فقدان محبة الاخرين. ومن الاشباح والشبيحة واللصوص والوحوش والبرابرة. ومن الاقامة والهجرة ومن الفيروس المرئي واللامرئي وارقامه المتصاعدة. ويخاف من الانفجار التالي. ويخاف من الافكار ونقصها. ومن الاوهام وما وراءها. ويخاف من الامل واليأس. ومن طلوع الدولار ونزوله ومن تعاميم مصرف لبنان وردود جمعية المصارف. ومن الذين قالوا والذين قالوا نعم. ومن صاحب الملك والناطور ومن لم واذا ويمكن وغامضة ومعوكرة وطويلة وشو بيعرفني. ويخاف من زهرة صغيرة تحدق فيه وتعريه. 

  4 – في حزيران 1986 كتب انسي الحاج في  وداع الكبير عاصي الرحباني: ” ولكن بالفعل نيالك، فلا البلد بلدنا، ولا الناس ناسنا، ولا الحياة حياتنا”.

   5- انطلقت المفاوضات لترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي. كتب جهاد الزين من المعيب ان نجد صيغة لترسيم الحدود مع اسرائيل ولا نجدها مع سوريا. ولكن من يتكفل بصيغة لترسيم الحدود بين الناس والسلطة وتجاوزاتها مسببة الضرر والاذية والظلم لكل مواطن. بودي ان احرض الشعب على نفسه اولا.

  6 – لنطرد لبنان من هذا البلد. لبنان هو ليس انتم. لبنان هوفنانوه لا حكامه. من ينقذنا من عفن السلطة وظلمها وغباوتها. من ينقذ الجمهورية ويربح الوطن والمواطن.