قبائل

Views: 390

جوزف أبي ضاهر

 

تفاخر القبائل وتعتزّ بعدد غزواتها وسباياها،

وما طالت يدها من المنقول وما شابهه،

وتسعى لفرض سلطانها مثالاً.

بين حين وحين تنشغل بإحصاء عدد الأتباع.

 

أسياد

قال «الأسياد»: الشعراء يحرثون البحر، ولن يحصدوا أكثر من الملح على أطراف أصابعهم.

«الأسياد» على حقّ. هم الملح فوق جراحٍ حفرها ظلمهم في أجساد الناس.

 

عارية

لَبِست المرأة قشرة تفّاحٍ، وظلّت عارية…

نفد صبر الشجرة رمت إليها: تفاحًا، أوراقًا ثيابًا…

فرشت الأرض ونامت.

 

جنّة

حمل الشعراء أكياس الكلام، وكانت شفاههم مثل الجمر، مثل المصابيح.

على ضفّة شوقهم أثمر التفّاح والرمّان والعنب.

صنعوا كأسًا لخمرةٍ… فُتح باب الفجر على جنّة.

 

بيني وبينه

ليس بيني وبين الله وسطاء. أناديه فيسمعني، أصرخ فيضع يده فوق جرحي. أبكي فيمسح دمعي،

… وحين أرجع إلى فرحي، أنشغل بفرحي، بسعادتي، بصوري في مرآة نفسي.

ولا صورة حرّكت ذاكرتي، فأعادتني، ولو للحظة إلى ما كنته قبل أن يُفتَح لي الباب لأدخل.

 

أبطال

تسعى الشعوب الضعيفة إلى ابتكار صور أبطالٍ، وكتابةِ سِيرهم، وجعلهم أنصاف آلهة.

 

حياة

في ثقبِ صخرةٍ بحثت نبتة عن حياة… وجدتها.

لم تطلب أكثر، لم ترغب بأكثر.

عاشت في عيون الناس… ويبست في ذاكرتهم.

 

غيم

ظنَّ الغيمُ أن الفضاء بوساعته ملكٌ له.

رسم فوقه صورًا. نشر ثيابه على حبال ضوءٍ.

قهقهت الريح، اضطرب الغيم، لملم ذاته وهرب.

 

عاصفة

حين تحضر العاصفة تضطرب الأرض.

الأرض أكبر من العاصفة… أقوى من العاصفة.

… وتخاف من جنونها وصوتها.

 

شيب

مذ عبثت أصابع الشيب بشعري، شعرت بانحناءة ما عرفتها سابقًا.

لمحت الأرض تمشي في أجساد الناس.

ما عدت أفرّق بين التراب والأجساد.

 

أكثر من لون

في الجهة الثانية من البحر أوطان كثيرة، وشعوب كثيرة.

… والانتماء؟

يُسجل على أوراقٍ بحبرٍ ألوانه ليست على وفاق.

 

من دفترها

لحظة مسحت أصابِعكِ المساء عن وجهي، أيقنت:

«أن الأعاصير تطلع من المسام».

 

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *