من دون شروط

Views: 600

جوزف أبي ضاهر

أتعثر في تعاملي مع «الكومبيوتر».

يذكّرني دائمًا بأن الآلات صارت صنوًا لنا.

أقفله أدير وجهي عنه… القلم شريكًا لي. لا يجادل، ولا يفرض شروطًا للتعامل معه، ويقاسمني فرح الولادات.

 

أُسقطوا

البلدان المفاخرة بانتمائها إلى أعلامٍ أدباء وشعراء وكتّاب وفنانين، تُسقطُ من روزنامتها أسماءً حملت «صفة» حكّام، حكموا ومرّوا، وما قرأوا كتابًا، ولا اقتنوا لوحة، ولا حفظوا بيتًا من قصيدة.

 

للحدث صلة

غلبت شهرزاد شهريار. قتلته، وما زالت تتكلّم وتتكلّم… والحكايا لا تعرف نهاية.

خذوا نفسًا عميقًا، قبل أن تتركوا لعيونكم إغماضة هناءةٍ، غير مرتبطة بـ: «للحديث صلة».

 

هوية

الهويّة وثيقة انتماء. وثيقة نسب. وثيقة حضور ماديّ…

نَتعب، ونُتعب لبعث الروح فيها، ثم نقاتل ونتقاتل عليها، ومن أجلها.

مجرّد هويّة.

 

قصائد

حين تأتي القصائد إلينا، تأتي عارية.

نُلبسها ما نرغب به. ونتجاهل رغبةً لديها لتكون على صورتنا ومثالنا.

ولا مرّة كنّا نُشبه قصائدنا! لماذا؟..

 

مطر

يغسل المطرُ الأرض، في مواسمه، وفي غير مواسمه… كثيرًا يغسلها أم قليلاً؟

لا فرق… المطر يمضي، كما جاء فجأة، ويترك الأرض خلفه للغبار.

 

لهاث

مددتُ يدي خارج الوقت. أرجعتها وعلى أطرافها رذاذ لهاثٍ.

أخاف يسدّ مسام أصابعي فلا تعود نابضةً ومستعدة للكتابة.

 

ريح

لمصلحة مَن تعمل الريح؟

تهبُّ، تصرخُ، تعصفُ، تهاجمُ الأشجار والأزهار، تمزق ثيابها، تنثر التراب والرماد، وتلحق بالغيم مطاردة ومهاجمة.

… ولم تحاكم مرّة.

 

خريف

يأتي الخريف إلى الحدائق من دون ثياب.

ويخرج منها حاملاً كلّ ثيابها المبللة خجلاً من عريه.

وأما عريها… فاستراحة جسد تهالك لكثرة ما لبس من عطور وزخارف جمال.

 

قهر

قهرونا حتّى نتعلّم الصبر.

حتّى نعلن الطاعة، وننبذ الرفض، ونقول بما يقولون، ونشرب ما يختارون، ونأكل ما يجوعون، ونلبس ظلهم…

لتظل الشمس تشرق فوق رؤوسنا.

 

شهوة

قال الحقل للمطر:

أتبرك بك.

ردّ المطر:

­ … وتنساني حين تعلّق على صدرك سنبلة،

تنكرني، لتشتهيها الشفاه وتطردني رغيفًا أطعمني للنار.

 

[email protected]

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *