بين النَّهبِ والوَهبِ:

Views: 15

غاده رسلان الشعراني

يربِّتُ القدرُ على أكتافِنا حينَ اقترابٍ مُتَدارجٍ مُتَواثِبٍ من أحدِهم نحوَنا / باسمِ الحب / كحالةِ انجذابٍ مُمَغنِطٍ مُتَناغِمٍ من الجانبين (الذَّكر والأنثى)...

يخطِفُنا و ينهبُ – بكلِّ جماليةِ المعنى للنَّهب – ما نختزُنُه من مشاعرَ وأحاسيسَ فيكونُ متنفَّسُنا لنَنثُرَ بذارَ الفرحِ والأملِ باكتمالِنا في أرضٍ مُشتَركةٍ تُخصِبُ خيالَنا نَتَماهى فيها مع الآخرِ حتَّى نكاد لا نُدرِكُ أيُّنا منَّا

فَبِقَدرِ المنحِ يكونُ العطاء بِتبادليةٍ فطريةٍ هانئةٍ تخلو من المشوباتِ أو المنغِّصاتِ و يكونُ هذا على أقل تقدير في المرحلة الأولى من العلاقةِ القائمةِ

فالعوامُ من النَّاس تقولُ :”الحبُّ أعمى

والمقصودُ هنا تَغييبُ المحبِّ لِكلِّ مايخالفُ طبيعتُهُ في الآخر و ذلك لِطغيانِ الشُّعورِ الرَّغائبيِّ بهِ و فيهِ و معَهُ و نشوةِ الحبِّ بينَهما بِتفاقُمِها واتِّساعِها وكأنَّهما في حالةِ خَدَرٍ تُعمي رؤيةَ كلٍّ منهُما لأيَّةِ أخطاءٍ لدى الآخر وهذا في حالِ اعتمادِهِما النِّسبيةِ التي يُحكَمُ من خلالِها فَيُحدِّدان الأخطاءَ المرسومةَ مُسبقاً في أدمغَتِهنا بِحَسبِ قوانينِ المجتمعِ الذي ينتميان إليهِ

فالنَّهبُ في بدايتِهِ ينحو بانثيالٍ رقيقٍ دونَ حسابٍ

و يغدو بدرجَتِهِ الأرقى وهباً للمشاعرِ بكلِّ معانيها من جمالٍ ونقاءٍ ومتعةٍ وهي المرحلةُ الماتعةُ المُنفَلِتَةُ خارجَ حدودِ المحاسباتِ أو الحدودِ والفرضيَّاتِ الموروثةِ

ربَّما – في لحظةٍ ما – و بالتَّحديدِ حينَ إعمالِ العقلِ المندِّدِ و استحضارِ كلّ مكنوزاتِ النَّفسِ وخزائِنِها من الفرضِ التَّربويِّ البيئيِّ من عملياتِ التَّشكيكِ بالمصداقيَّةِ التي تصيَّرت نِتاجاً للتَّأصيلِ التَّربويِّ الخاطِئ في نظرتِنا للآخر

كإناثٍ نحوَ الذُّكور

من خلالِ التَّنبيهاتِ المُتكرِّرةِ و عدم اعتمادِ الصَّدقِ بما نتلقَّاهُ من تأثيراتٍ مجتمعيةٍ في محيطِنا من لحظةِ انخلاقِ أوشَامِ المجتمعِ على جلودِنا وفي بواطَنِنَا

و كَذكورٍ نحوَ الإناثِ

عبرَ تنميةٍ مُتَفاقِمةٍ لتقليلِ شأنِ الأنثى و انعدامِ الثِّقةِ بها كَسلوكيَّاتٍ لها قابلةٍ للتأثرِ من الذكورِ الآخرين و بأنَّها كائنٌ قابلٌ لامتلاكِ مشاعرِهِ والسَّيطرةِ عليها وخنقِ مَقدَراتِها

حينَها تَتَهابَطُ مؤشراتُ الانهمارِ الحسِّيِّ الشُّعوريِّ المُبهرِ

فَكلَّما تفاقَمَت تلكَ المُلوِّثاتِ المُترسِّبةِ في قاعِ أعماقِنا كلَّما غَفَت معَها المتعةُ أسرع من ذي قبلٍ و بدأ التَّوترُ والقلقُ بِتَواتُراتِهِ المُقِضَّةِ لِمضجَعِ الحبيبين

) فَحالةُ الحبِّ لا تحتملُ شروطاً إذ تَتَسامى بِنا كلَّما اتَّسَعَت فضاءاتُ الحريِّةِ فيها… (

كلَّما مَنَحنا الآخر مساحاتٍ من الحريِّةِ كلَّما تَسامى و اعتلى داخلَهُ الشُّعورُ بمسؤوليّةِ هذا الحبّ و كلَّما امتَلكنا الحبَّ معَهُ

و عِشناهُ بنقائِهِ و بهائِهِ

) فالحبُّ يدقُّ بابَ من يستحقُّهُ فقط…)

كلَّما منحَ المحبّانِ تواسُعاً روحيَّاً حسِّيَّاً لفضاءِ الحبِّ بهما وبينهما بالثِّقةِ المُطلَقةِ الواعيةِ بلا أحكامٍ ولا نَزَعاتٍ

/ أنثويَّة- ذكوريَّة / كما يعتمدُها مجتمعُنا ( بقناعاتِهِ الجامدةِ القائمةِ على مشروعيَّةِ و شَرعَنَةِ التَّسلطِ الذَّكوريِّ في الغالبِ كَعنوانٍ للأخلاقياتِ و الشَّرفِ بِأصغر صغائر الحياةِ و تفصيلاتِها ) كلَّما تكاثَفَت اللَّذةُ الروحيَّةُ والسَّعادةُ النَّابعةُ من أعماقِ النَّفسِ لِتنعَكِس بِتلقائيَّتها على الجسدِ بحيويّتهِ و متعتِهِ وعلى الفكرِ النَّظيفِ بِتَلاذُذاتِ انفعالاتِهِ الكيميائيِّةِ المُحفِّزةِ للممارسةِ الجنسيِّة السَّليمةِ ابتعاداً بهذا عن الطَّقسَ المفروضِ كَواجبٍ بينهما

سنحاولُ تذكُّر مثلَّثِ العلاقةِ الهامِّ القائمِ على ركائز :

/الاحترام – الحب – الجنس/ بلا تمايزٍ لأحدِها عن الركيزتين المتبقيتين

لأنَّ انهدامَ أحدِها هو مساهمةٌ حثيثةٌ لا واعيةٌ بانهدامِ العلاقةِ

و حتَّى لا تغدو علاقةً عرجاء أو علاقةً متخرِّبة مهترئة

و … نحوَ مجتمعٍ صحيٍّ سليمٍ

فهل سندركُ معنانا يوماً ما ؟؟؟

(https://uniforumtz.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *