نبع

Views: 997

جوزف أبي ضاهر

 

دعاني النبع إليه فلبّيت.

وقفت أمامه في ثوب الدهشة. استغلّ انبهاري به وشرب وجهي.

 

دَوَار

يصعد ان الجبل إلى تلّة عالية. يمدّ يده مصافحًا الغيم، وماسحًا وجه السماء.

يصعد إبن المدينة إلى آخر طبقة في عمارة:

­ أف. الأمكنة الشاهقة تبعث دوارًا في الرأس… توحي بالسقوط.

 

أحكام

تنتظر عامّة الناس من الفنّان أن يريها، أو يُسمعها ما تحبّ… وإذا جاء بجديدٍ يخالف ما تختزن من أفكارٍ جاهزةٍ، أنزلت به تهمة بعد تهمة، حتّى الحكم المبرم…. أو طردته.

 

رماد

تتكئ الذكريات على: الأسماء، الأمكنة، الوجوه، والأصوات… وتنسحب الظلال إلى النسيان:

­ رماد بارد لا يُذر في العيون.

 

غريب

يكتب القمر قصائده في سهر الناس ويرسلها إليهم. يقرأون ما يحبّون ويحفظونه: غيبًا، عشقًا، ولهًا وذكريات.

… ويظلّ القمر غريبًا لا يُؤخذ برأيه.

 

مرايا

لا تعترض المرآة أمام وجه يتبرّج، وأمام عقلٍ… وتفضّل الصدق عاريًا.

***

خبأت المرآة ذاكرتها في رملٍ كانته قبل أن تولد.

طلعت أعماق الذات إلى المرآة… ورجعت صفر اليدين.

***

في حضرة الماء والتراب والهواء تقف النار:

­ متى تنكسر المرآة لتعود الوجوه تتبرّج بلهاثي.

***

تضمّ المرآة الغرفة إلى صدرها.

تضم: السرير، النافذة، الستائر، اللهاث، غبار الذكريات، أحرف الكلمات المتساقطة على الأرض، وتغتال «السرّ» في عزّ لهفته.

 

ليس عندنا

هندسوا الخراب والدمار والموت ليظلّوا خرابًا ورمادًا وموتًا.

الصور المتغيّرة تغيّر دولاً… تسقط حكامًا.

­ كفى… ليس عندنا!

 

سيف الغرائز

ما لم نُقدّم العقل على العواطف والمشاعر الساذجة في الأديان، نكون شجّعنا الغرائز لترسم لها الخوذة تاجًا، ووضعنا في يدها خنجرا مطليًا بالصدأ والسُمّ.

 

زهرة

أخفض رأسي أمام زهرة. أضمّ يدي إلى يدي.

­ هل أحظى بتراب بينهما؟

­ هل أحظى بعطر؟

 

فن

لا يسعى الفن إلى تغيير العالم.

دوره لفت الانتباه إلى جمالٍ يُكرّسُ مطرحًا لنورٍ يأتي من داخلٍ وليس من شمس النهارات.

 

اشراقات

تزنّر المخاوف الرغبات واضطراب الآمال، وملاحظات ملوّنة كاذبة، لتتخطى مرحلة في الوجود محكومة بسلفيّة فكرٍ، يخاف يضيع في الاشراقات… ولو خطفًا.

 

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *