نحلم بالأخضر الحلو

Views: 332

جوزف أبي ضاهر

تتفجّع الناس غضبًا على السنوات العجاف التي أُشعلت نارها من خارجٍ… من الجار الأقرب. إلى الجار الأبعد قليلاً، أو كثيرًا… منهم كلّهم – وكلّهم نعني كلّهم – بعد أن حاولوا إسكات النار، وهم مشعلوها، وبوضوح أشمل من وضوح أغنية عبد الوهاب: «جِئتَ تطلُبُ نارًا أم جئتَ تُشعل البيت نارا»… 

اشتعل الوطن بأكمله ليطال الذين أحرقوا أخضره، ولكنّا نتغنى به ونناديه «يا أخضر حلو»، على رغم المآسي التي صُنعت خارج لبنان، واستخدمت في لبنان، بمساعداتٍ من داخلٍ مرهون أصلاً لأنظمةٍ، فزمّ الأخضر وانزوى في قصائد الشعراء ولوحات الفنانين وعشاق الأرض التي شُبّهت بـ «قطعة سما… وتاني ما إلا». ربّما عشاق الأرض التي تأتي بعدها تكون رابعة: اقفزوا فوق الرقم الثالث، ولو اعتُبر مقدسًا.

هكذا تعوّدنا أن نكون، منذ زمطنا إلى الحياة، فنحن «عمود المساء»، ولا تدور الكواكب إلا لأجلنا، ولا يطلع القمر إلا ليسهر على «سطيحتنا» في عرزال ناطور تعوّد ضمّ العشاق اليه هربًا من صيبة عين تفضح حرمةً.

… وبرغم اننا وضعنا خرزة زرقاء في ياقة قميصنا، ما زال بعضنا يأمل ويتأمل وينتظر فرجًا يأتيه ممّن ذبحوا الفرح وشربوا على «معلاقه» كاس عرق بلدي: «… وكاسكن يا شباب».

صحيح لسنا في زمن معجزات، ولكنّنا نصرّ، ونسعى أن تتحقق على أيدي من نزلوا إلى الساحات بكلّ ما في صدورهم من ايمان بالأرض، وبالناس الذين يستحقون العيش في وطنٍ يليق بإنسانيتهم… وليذهب مَن في السلطة، وتحت تاجها، إلى جحيم لا تنطفئ ناره، ولا تشبع من أكل من أشعلوها لتحرقنا… وصاروا مرآة لها.

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *