من بفايزر  ماذا نتعلّم…

Views: 148

البروفسور فادي أبو مراد

 

فكّرت كثيرًا، وقرأت مُحلّلا قبل الإقدام على تلقّي اللّقاح. بالفعل كنت أنتظر لقاحًا آخر، أميركيّ المنشأ، لكنّه متأخر للوصول.

ما عايشناه يفرض عليك التحصّن واحترام ما يقدّمه العلم، الذي لكي يُحترَم، يفرض على العلماء أن يحترموا أنفسهم أولاً. وليس كلّ عامل  صحّي عالِمًا.

ليس بإمكانك ان تختار لتُحترم رغباتك. فبين خطر التقاط العدوى ومفاعيلها التي لا يمكنك معرفتها مُسبقاً، وبين المحاذير من العواقب الطويلة الأمد للّقاح لا مكان لخياراتك.

بالطبع كان من الأفضل ان يكون لدينا شريحة متوافرة من اللقاحات، وانت تقرّر أفضليتها بعدما تستمع للشروحات عنها وتقتنع. لم أختر لقاح بفايزر لانه سوف يُصبح اسمي بفايزر. ولا اخترته ليتحكّم بي ” بيل غايتس” بواسطة الـ 5G ، وليس لأنني تلقيت دفعة ماليّة من الشركة المُصنّعة للّقاح. تلقّيته وانا مُدرك بأنني أشارك في تجارب عالميّة تنتهي مبدئياً بحلول العام ٢٠٢٢ ، وإنني كمشارك لن تضمن لي حكومتي أية تغطية لِما يُمكن ان يحدث لي على غرار تعهّد الحكومة الاميركيّة وجهوزيّتها لاحتضان أيّ مواطن اميركيّ في حال صفعته أيّ مضاعفات. أقدَمت عليه لانّ اللقاحات الاخرى متأخرة للوصول، ولانّ نتائج هذا اللّقاح مشجّعة لغاية الآن، وانّ دراسته قد ضمّت الآلاف، لا بل الملايين في العالم. والاهمّ أنّ مخاطر اللّقاح الفرضية ليست أكيدة.

فكّرتُ بالعدد الهائل عبر العالم،  من كبار السّن والشباب والمرضى الذين قبلوا بالمشاركة في الخطّ الذي رسمته الدراسة، لتلقّي مادة كالماء لا فعل لها Placebo (يعني انهم يظنّون بأنهم ملقّحون وهم ليسوا كذلك ..طريقة معتمدة لإعطاء قوّة أفضل لقراءة النتائج) هذا فضلاً عن ضرورة انتقالنا من التفكير الأحاديّ بأنفسنا، الى التفكير بالحياة معًا، وان يوفّر أحدنا الأمان للآخر ليعود مجتمعنا ويَلتحم.

كنتُ فرحاً هذا الصباح بأن ألتقي وبالصدفة – والصدفة عندي تدبير العليّ ، بإنسانة وهي ممرّضة عزيزة عملت معها طيلة فترة تدرّبي الطبّي. فألف شكر ليديك. لم يَسلَم الشّهْد هذه المرة من وَخز إبرة تحملينها، لكن بالحقيقة شعرت صقيع قطنة الكحول (السبيرتو) التي مَسحت جلدي، ولم أشعر بما فعلته الإبرة التي خرقت عضلي. (Alprazolam)

وانا مدرك لما أقول، أعتقد أنّه بالرغم من توجيه الإعلام لعملية اتمام عملية الاستحصال على اللقاح، يستحقّ المواطن لمن يشرح له ما عليه أن يعرفه منذ ما قبل التلقيح الى ما بعده …. يستحقّ المواطن أن يلتقي بطبيبٍ مشرف مستعدّ لإجابته على هواجسه …. وأنا أشكر الجهود المبذولة في مراكز إعطاء اللقاح، ألفت الانتباه لما يميّز العلاقة بين العامل الصحّي ومريضه … القضية لا تحرّكها دمية … فنحن أمام عمل طبّي … وعلى المُشرفين من الاطباء أن يكونوا هناك في مكان الحدث، وليس فقط على شاشات التلفزة… إذ نحن لسنا في حقل من حقول  المعارك الحربيّة حتى لو وَضَعنا الوباء في حالة حرب كونية …

أخيراً، اودّ التذكير بأنّ محاربة نظريات المؤامرة  هي في تنمية مهارات التفكير النقدي critical thinking لدى الأطفال والأحداث. ربطاً رسم كرتون يعود الى حوالي العام ١٩٤٠ يدلّ كيف سقط معظم الرافضين للتوجيهات الطبيّة آنذاك والمشككين بها في مرض الجدري. يبقى الرسم صالحاً لوباء كوفيد-١٩ او كورونا.

فلنَقُم بواجباتنا ونَترك ما لا يمكننا السيطرة عليه على ربّ السماء فهو يظلّلنا من فوق!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *