وشوشات

Views: 782

سمر دوغان

 

عشقي القلم والحبر والورق. عملت في ربوعها ردحا من الزمن. كان للجريدة طعم آخر مع بدايات نهاري الطويل في جريدة النهار. أعد القهوة الصباحية واضع فنجاني فوق منضدتي. رشفة القهوة ودخان سيجارتي، التي كانت تزعج رفيقة العمر نبيلة، وتيرة صباحية لا تنتهي. بقدسية أتناول ورق الجريدة، تلامس يديّ، تمنحني الشهوة للقراءة. كم احببت تفاصيل عناوين الصفحة الاولى وعظمة كتابها الكبار ورصد الاحداث بعين غير مجردة من العقيدة والالتزامات. اترقب الخبر وما وراء الخبر، علني اتحول الى عرافة تقرأ لكم المستقبل في الدهاليز السرية. وحدهم الكبار يسطرون بقلمهم روعة الحكايات. سردهم نبع لا ينضب.. غسان تويني، ميشال ابو جودة وانسي الحاج.

وبسحر ساحر اتفقد ملازمتي الصفحة الاخيرة. في كاريكاتور بيار صادق سخرية القدر تمسح الحروق بريشة مرة، ترسم الواقع بمزحة وربما دمعة و حرقة واكثر الايام بضحكة صفراء كورق ايلول.

اين اتوه في ما بعد، آه من صور جورج سمرجيان وابراهيم الطويل كم لوعت فؤادي، كم تقاربت مع انفاسي ورصدت احلامي.

قارئ الجريدة، لا تبكِ على زاويتك وحيدا في احد مقاهي الحمراء القديمة ولا تطفئ غليونك عند الصفحة الاخيرة، فللورق ورائحة الحبر طعم آخر .

***

(*) لوحة للرسام اوغست رينوار

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *