جَوادُ العِشقِ

Views: 388

لميا أ. و. الدويهي

 

(مُستوحاة من نشيد الأناشيد)

 

إمتَطَت مشاعري

في ليلِ أشَواقي

جَوادَ العِشقِ القاني

وتَسلَّلت في غياهِب الليالي

لتَرتَميَ في أحضانِ وَلَهِك…

ووقفَت تحتَ أبراجِ هواكَ الشَّاهِقة

تقذفُ بمداميكِ الهُيامِ مَرماكَ العالية

وهي تتوقُ إليك وإلى مُحيَّاك…

إنَّها تفتقدُ لفتاتك وبسماتِك

وتفتقِرُ إلى بريقِ روحِكَ ولمساتِك…

وإذ بها تعودُ إلى سُربِها خائبَة

بعد ليلٍ عاشته بترقُّبٍ ضائِعة،

لم تُكَحِّل فيه عينَيها الدَّامِعة

المُنسابةِ على وجنتَيها السَّاخِنة

بلمحةٍ واحدةٍ من طَيفِكَ، مُتوارية

في ما وراءِ أيَّامِكَ الماضِيَة…

وانزوَت في مَخدَعِها ساكِنة

بعد أن بلَّلَت وُحولُ الفُراقِ قدمَيها

وعَلِقَ شَوكُ الانتظارِ بطرفِ ثوبِها

وارتمَت على أسرَّتِها الباردة

ووجهها مُنغمسٌ بين أطرافِ وسادتِها

مُنهَكةً من شدَّةِ حَنينِها وحُزنِها…

إلى أن، وفجأةً!.. إنتفضَ قلبها

واستيقظَت على قرعِ طُبولٍ في صدرِها

والتفتَت إلى يُمنةِ مَهدِها مُتلهِّفة

لترى حبيبها وقد أَرخى النَّومُ ستارَه على مُقلتَيهِ النَّاعِسة…

وبين غفوةٍ وأخرى فرشَ ذراعَه مخدَّةً ناعِمة

وجذبها إلى واقعٍ أعذبُ من خيالاتٍ واهيَة…

وأدركَت أنَّ مُعاناتِها كانت مجرَّدَ أوهام

حاكتها مُخيِّلتُها في وَمضةِ أحلام

واطمأنَّت ووَلَجَت إلى نومِها بسلام،

فمَن يَضُخُّ فيها النَّبضات بقربِها ينام

مُلتحفًا بأَسُرَّةِ وَجدِها

مُدرِكًا بأعماقِهِ، بهِ عُمق اتِّحادِها

المُمتد من اللحظات الآنيَة

إلى ما وراء تلكَ الفانيَة…

 ٥ /١ /٢٠٢١

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *