وشوشات

سمر دوغان

حينما يطال الغيث هامتك تغتسل في نهر الاردن، يتطهر الجسد المتعب من سنيّ القهر. تسري الروح فوق البراق، تعانق اجنحة الحمام مناديل الدمع في حدقتيك. تجثو تحت خيام المصلين. يلامس جبينك رائحة التراب الندي. كنت هنا في خلايا الاجداد. تستزيد من عبق اريجهم سلاما.

في الاروقة القديمة الحجارة تنادي اسماءهم. تدون هويتهم.. هذا احمد وذاك عيسى… ذاك علي و ذلك حنا. هذه مريم و تلك فاطمة… هذه انا….

شلالات الحب تجري في شراييني. اغوص في عبق البخور وقناديل الزيت الملون..

تروي الارض خبزا وياسمينا.

قبة الاقصى الذهبية تطال رموش الشمس. وميضها يبهر العينين. تجري لمعانقة فيروزها وتصمت في سكينة العبادة الازلية. قصص وحكايات… هنا مروا فوق الدواب.. هنا استوطنوا وهنا رحلوا.

باقية انت يا قدس منذ الأزل. اخاديد الظلم محفورة في وجنتيك مبللة بعرق الصبر . تشرئب الأنفاس وراء شبابيك التاريخ.. تنفخين في قصب الناي زغاريد عرس الجليل .

مآذن الفجر كنائس النور تجود بسمفونية العناق الأبدي..

باقية في قلبي. سيرث اطفالي الخلايا. لن يجف النهر الهادر.

وفيروز يصدح صوتها الملائكي في اسوار العز…

عيوننا اليك ترحل كل يوم…

ترحل كل يوم…

تدور في أروقة المعابد…

تعانق الكنائس القديمة…

وتمسح الحزن عن المساجد…