ريتا نجيم الرومي: إذاعة لبنان صورة مصغرة عن الوطن… تحدياتها المساهمة في تعافي المستمع وسط ظروف صحية واقتصادية صعبة

Views: 889

أمل ناصر

 

إمرأة “استثنائية”، رقيقة، مثابرة، ناجحة، حازمة، نقية، مسؤولة، راقية وجميلة؛ تلك هي ريتا نجيم الرومي مديرة البرامج في إذاعة لبنان. إمرأة يسكنها السحر والذكاء بالفطرة، تحمل قلبًا من ذهب، وروحًا شفافة متعالية على اليأس، تنثر العطر أينما وُجدت وتبعث الأمل في النفوس كلما تحدثت، وعَبَرَ صوتها العذب أثير إذاعة لبنان..

في يوم المرأة العالمي، أعاده الله على كل امرأة في هذا الكون بالخير والصحة والفرح، كان لي حديث من القلب للقلب في مجلة ALEPH- LAM  مع الزميلة الإعلامية المتميّزة ريتا نجيم الرومي.

 

 بداية حدّثينا عن نشأتك وطفولتك، ثم عن حياتك لاحقًا في بيت الرومي، المشبع بالفن والثقافة والإبداع وما كان تأثير هذا البيت في رحلتك الإعلامية؟

ولدت تحت  ظلال الأرز  في بلدتي معاصر الشوف، تنشقتُ منذ طفولتي عبيرَ الأرض النقيّة الخضراء الكريمة، وسقتني عائلتي الحب والحنان والعناية فكبرتُ بين إخواتي وأخي، أحبّ الحياة وأحلم وانتظر بشوق لأرى ما الذي تخبئه لي. التفاؤل والأمل صفاتٌ بطبعي، أسيرُ في رحلة العمر وأنا على يقين بأن الآتي أجمل، فتحتُ ذراعيّ للحياة أعانقها رغم مرارتها التي ذقتها مرّتين: خسارة أخي وخسارة أبي.

تعلمتُ في مدرسة مار يوسف في دير القمر ودرستُ الإعلام في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية. عمِلت في عالم الإذاعة، وفي مشواري الإذاعي تعرفتُ على عوض الرومي الذي أصبح شريك حياتي منذ ثلاثين سنة، فغمرتني عائلة الرومي بالحب والتقدير، وقدمتْ لي السلامَ والهناء إلى جانب أجواءٍ فنية تسري في دم العائلة وفي كل زوايا البيت الذي يتنفس الفنونَ على أنواعها.

الإعلامية ريتا نجيم الرومي

 

إلى أي مدى يصل شغفك بالإعلام؟ وكيف توفّقين بين حياتك الشخصية والعائلية وبين عملك في إذاعة لبنان، كمديرة برامج ناجحة تتابع التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة؟

لا يمكن أن يتقدمَ الإنسان في عمله من دون أن يحرّكه شغفٌ بالعمل. منذ طفولتي، حلمت أن أكون مذيعة تلفزيون، (قبل، كنت أريد أن أكون طبيبة)، ووجدتُ أنّ الاذاعة هي المكان الذي يُرضي طموحي. على مدى خمس وعشرين سنة توليت إعداد البرامج وتقديمها في إذاعة لبنان، بعدها تسلمت مهام مديرة البرامج، فاستندتُ إلى خبرتي الإذاعية الطويلة لأشرفَ على البرامج مع فريق عملٍ رائع، وقدمنا الأفضل لمستمعي الإذاعة العريقة  التي كانت رفيقة أجيال سبقتنا منذ  85 سنة . الحِملُ ثقيل ودقيق والمهمة صعبة:  فكيف تقدم الأجمل والافضل وتبقى على مستوى راقٍ يليق بأم الاذاعات؟ صرت أتابع وأدقق وأسهر من دون كلَل أو ملل للعمل على إنتاج برامج تليق بالمستمع وبتاريخ الإذاعة.

صحيح أن الأمر يتطلب متابعة  تتخطى دوام العمل، فحظيت بمساندة عائلتي، التي وقفت الى جانبي، وتفهمها، ذلك  أن المهمة لم تكن سهلة ابداً.

كيف تقيّمين سير العمل في الإذاعة والطاقات البشرية من إداريين ومذيعين ومعدّين للبرامج؟ وهل لديك الرضى الكافي عمّا تقدّمه الإذاعة للجمهور؟

إذاعة لبنان تقدم أفضل البرامج لأنها تتمتع بفريق عالي الكفاءة يستند إلى خبرة عالية، لذا تتميّز برامجها بمستوى عالٍ مشهود له، وحافظت على رضى المستمع الذي يتابعنا من جيلٍ الى جيل .

تُصنَّف برامج إذاعة لبنان  اليوم من الأفضل على الساحة العربية لا سيما عندما نُطل على منصات الاذاعات العربية والعالمية، من برامج فنية الى ثقافية الى ادبية واجتماعية وصحية وغيرها تجذب وترضي وتفيد الجميع. مثلا، تستقبلنا اذاعة الراي Rai 3 واذاعة مونتي كارلو والاذاعات العربية كافة،  للحديث عن رقي برامجنا ونجاحها، كل ذلك بفضل متابعة الفريق الإذاعي الدقيقة لكل تفصيل، وما نتمتع به، فريق العمل وأنا، من دعمٍ وثقةٍ مديرُ الاذاعة الاستاذ محمد غريب ومدير عام الوزارة د.حسان فلحة وطبعاً بإشراف عام لوزيرة الإعلام د. منال عبد الصمد.

مرّ على اذاعة لبنان العريقة فنانون وأدباء ومفكرون، قمة في الإبداع والفن، بمن تأثرت من هذا الرعيل العظيم؟

أتذوق الفن، وفائض الجمال منه يحبس أنفاسي. أقف مندهشة لروعة الأصوات وتأثير الإحساس. أفرح مع صباح، أصلي مع فيروز  وأُمجّد الخالق مع وديع الصافي، يلامس احساسي زكي ناصيف ويزرع البهجة في نفسي نصري شمس الدين. أمام عظمة صوت حليم الرومي وعمق إحساسه تذوب روحي لتعود وتحلق مع ماجدة .

أقدر الجمال على أنواعه وأجده نعمةً علينا من الخالق في عالم فيه الكثير من الألم والظلم والحروب والعذاب.

مسؤولياتك كبيرة وكثيرة، ما هي الصعوبات التي تواجهك وتحبطك في بعض الأحيان؟

عندما استلمتُ منصبي كمديرة البرامج في إذاعة لبنان كنت أعلم أنني أمام مهمة ليست سهلة.

 المصاعب ما زالت موجودة ولكني تعلمت أن أواجهها بروية وحكمة ووعي.

 ككل عمل، لا تكون الأمور ميسَّرة، أحيانًا، ولكن، بشكل عام، يساهم التعاون الذي أحظى به من المسوولين والزملاء في تخطي الكثير من العقبات.

كيف ترين مستقبل اذاعة لبنان في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها البلد؟

مَرّ لبنان منذ مئة عام بظروف صعبة واستمر… وستأتي أيام حلوة بإذن الله. كذلك الاذاعة التي هي صورة مصغرة عن الوطن.

نجاحها ليس خياراً بل محتم، واستمرارها من استمرار لبنان العصي على كل الصعوبات.

ما هو سر ابتسامتك الدافئة التي ترسمينها على وجهك حتى في أصعب الظروف، ومن وراءها؟

لدي اعتقاد راسخ أن من الممكن إيجاد حلول لكل شيء سوى خسارة الأحبة حماهم الله. لذا مهما صادفتني مصاعب أنا على يقين بأن الأفضل لا بد آتٍ. ثم الوجوه الصبوحة أحبها والكل يحبها. ولِمَ لا ابتسم؟

 

يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة ووراء كل امرأة ناجحة من أو ماذا؟

انا وزوجي نتكامل أدعمه ويدعمني وكذلك أولادي وأخوتي. أجد دعماً من الجميع إذ يبادلونني الحب.

ما هي أحلامك المستقبلية التي ترغبين في تحقيقها لإذاعة لبنان؟

أتمنى أن تصل برامج إذاعة لبنان إلى كل العالم لأنها تليق بالإنسان الذي يحب العلم والمعرفة ويتذوق الفنون والثقافة. وبالفعل وصلت الاذاعة إلى المنصات والمؤتمرات العالمية في روما ولشبونة وبانكوك وتونس وغيرها بعدما حافظت على مكانتها في صدر البيت اللبناني.

أكيد العالم الجديد الذي خلقته كورونا يتطلّب إذاعة جديدة تساهم في التعافي الاجتماعي، وهكذا تعمل الاذاعة لتكون أقرب أكثر من المستمع وتساهم في تعافيه في عالم يحكمه وضع صحي واجتماعي واقتصادي صعب.

ماذا تقول ريتا نجيم الرومي، للمرأة في يوم المرأة العالمي؟

في يوم المرأة العالمي أقول إن كل يوم هو عيدها فهي الحب والعطاء والتفاني والسند لمن حولها. بدونها لا حياة. هي تُزهر ثمراً وفرحاً وسلاماً.

 

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. اعجبني المقال جدا من ناحية صياغة الأسئلة التي من خلالها كانت الإجابات شاملة تعرفنا فيها على مديرة برامج اذاعة لبنان وما تقدم الإذاعة حاليا ونظرة المديرة لمستقبل الإذاعة.