البابا من بغداد: لوقف العنف والتطرف والتحزبات وعدم التسامح

Views: 607

دعا البابا فرنسيس في مستهل زيارته التاريخية للعراق، الى وقف “العنف والتطرف والتحزبات وعدم التسامح”، مشددا على ضرورة “التصدي لآية الفساد” و”تقوية المؤسسات”.

وقال البابا في القصر الرئاسي في بغداد حيث استقبله الرئيس برهم صالح: “إنني ممتن لإتاحة الفرصة لي لأن أقوم بهذه الزيارة الرسولية، التي طال انتظارها”، مضيفا “أنا ممتن لأنني استطعت أن آتي إلى هذه الأرض، مهد الحضارة، والمرتبطة ارتباطا وثيقا، عبر أبينا ابراهيم والعديد من الأنبياء، بتاريخ الخلاص والتقاليد الدينية الكبرى”.

وأضاف: “كفى عنفا وتطرفا وتحزبات وعدم تسامح! فلنعط المجال لكل المواطنين الذين يريدون أن يبنوا معا هذا البلد، في الحوار، وفي مواجهة صريحة وصادقة وبناءة”.

وتوقف عند محاولة العراق خلال السنوات الأخيرة “إرساء الأسس لمجتمع ديموقراطي”، مشددا على أنه من أجل ذلك، “من الضروري أن نضمن مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية والدينية، وأن نوفر الحقوق الأساسية لجميع المواطنين. يجب ألا يعتبر أحد مواطنا من الدرجة الثانية”.

ويشكل المسيحيون واحدا في المئة من العراقيين البالغ عددهم 4 مليونا، ويشكون من تمييز.

وتوقف البابا فرنسيس عند معاناة الأيزيديين، الأقلية التي تعرضت خلال سيطرة تنظيم “داعش” على أجزاء واسعة من العراق، لاضطهاد كبير، قائلا: “لا يسعني إلا أن أذكر الأيزيديين، بالضحايا الأبرياء للهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية”.

وأضاف: “لقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر”.

من جهة أخرى، دعا البابا إلى “التصدي لآفة الفساد” و “سوء استعمال السلطة وكل ما هو غير شرعي”.

وقال “لكن ذلك لا يكفي”، وتابع: “ينبغي، في الوقت نفسه، تحقيق العدالة، وتنمية النزاهة والشفافية، وتقوية المؤسسات المسؤولة عن ذلك”، بعد أكثر من سنة على خروج العراقيين بعشرات الآلاف الى الشارع محتجين على الطبقة السياسية في نهاية 2019.

وكان الرئيس العراقي رحب بالبابا قائلا: “فيما يحل بيننا قداسة البابا ضيفا عزيزا كريما”، هناك “فرصة تاريخية لجعلها مناسبة لإعادة التأكيد على قيم المحبة والسلام والعيش المشترك ودعم التنوع” الديني والاجتماعي، واصفا ذلك ب”قيم إنسانية يصل صداها الى العالم أجمع”.

وتابع: “مسيحيو الشرق أهل هذه الأرض وملحها، فلا يمكن تصور الشرق بلا المسيحيين”، مؤكدا أن “استمرار هجرة المسيحيين من بلدان الشرق ستكون له عواقب وخيمة على قدرة شعوب المنطقة نفسها في العيش المشترك”.

وقال: “لن يتأكد أي نجاح لمنطقتنا ما لم تتأكد عودة المسيحيين من دون إكراه”، داعيا الى العمل على توفير بيئة آمنة لذلك.

وبحسب “وكالة الصحافة الفرنسية”، ادت سنوات العنف والاضطهاد إلى تراجع عدد المسيحيين في العراق من 1,5 مليون في 2003 إلى 400 ألف فقط اليوم.

 كاتدرائية سيدة النجاة

وتوجه البابا فرنسيس من كاتدرائية سيدة النجاة في العراق التي استهدفت في 2010 باعتداء تخللته عملية احتجاز رهائن انتهت بمقتل 53 شخصا، إلى المسيحيين قائلا: “نجتمع اليوم في كاتدرائية سيدة النجاة هذه، ونتبارك فيها بدماء إخوتنا وأخواتنا الذين دفعوا هنا ثمن أمانتهم للرب غاليا”.

والتقى البابا في الكنيسة الواقعة في العاصمة العراقية أساقفة وكهنة ورهبانا وراهبات ومعلمي تعليم مسيحي ومسؤولين علمانيين في الكنيسة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *